وما أحسن ما قاله بعض الأدباء في معرض كلامه الذي أثبته في مؤلفه: مررتُ بدار فقير جائع وهو يشكو الجوع والإملاق، فلما سرتُ أريد صاحبًا لي وجدته يشكو بطنه من الشبع والبطنة فقلتُ يا عجبًا لو أنصف الناس وعاد ذلك الغني القوي على ذلك الفقير المعدم لما تضرر أحدهما.
لقد كثرت التبرعات في هذه السنين الأخيرة من الشعب السعودي تارة للجزائر وتارة لليمن وتارة للمجاهدين في أفغانستان وتارة لضعفاء فلسطين الذين أوذوا في ديارهم وأوطانهم وعذبوا وقتلوا وسجنوا، أما ما كان عن التبرعات نحو الطوارئ الداخلية فقد قام الشعب بالتبرعات المالية لجمعيات البر الخيرية ودراسات تحفيظ القرآن الكريم في المساجد والحِلق وتوالت سيول التبرعات لهذه المهمة وبذلها للمعلمين والمتعلمين مما أحدث نشاطًا وسيرًا قويًا وقد امتلأت المجلات في ذكر المتبرعين التي تصدر من جماعة تحفيظ القرآن وتسابقت الأمة إلى هذا العمل الخيري حكومة وشعبًا وكان لها أثرها التقدمي في هذا، وقد قال النبي صلوات الله وسلامه عليه: "خيركم من تعلم القرآن وعلّمه" كما أن تأسيس جمعيات البر استفادت الأمة منها إن كان فضلات الموائد الكبار وأسارها بعدما كانت تطرح في المزابل والأسواق أسفل الحيطان وطريق المارة كانت أعضاء هذه الجمعيات يحملونها ويوزعونها على الفقراء والمحتاجين.
هذا ولا يفوتنا ما قام به أمير منطقة الجوف عبد الرحمن بن أحمد السديري من عناية قام بها نحو المعوقين من الأطفال هناك الذين بلغ عددهم مائتي معوق كانوا بأمسّ الحاجة لوجود جهة ترعاهم وتقوم بخدمتهم، وكانوا يثنون ببالغ الثناء على الأمير عبد الرحمن السديري وسمعت الأمير سليمان التركي في منطقة تبوك يثني على المذكور ويذكره بالرجولة والأخلاق الفاضلة وكنتُ أظنه فوق ما قيل عنه ولا سيما ما بذله نحو جمعية البر الخيرية هناك، وقد طلب مني عاشق اللحاوي شيخ الشرارات حينما وجدته في ضيافة الأمير سليمان التركي بتبوك أن أقوم بزيارة