فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ} (?) نعم قامت اليهود بهدم المساجد وتحريق المسجد الأقصى الذي قال الله في حقه: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} (?) قال بعض العلماء: أخيفوهم بأبي أنتم وأمي، وقال بعض المفسرين: ما كان ينبغي لهم أن يدخلوا مساجد الله إلا خائفين على حال التهيب وارتعاد الفرائص من المؤمنين أن يبطشوا بهم فضلًا أن يستولوا عليها ويمنعوا المؤمنين منها.
وقد جلس العدو في ديارنا آمنًا غير خائف ومدد حبال أطنابه ولم يرعَ جانبًا ولم يرتقب محاميًا على الأوطان يصول عليه وينقضّ عليه بل أصبح متغلبًا متهكمًا آمنًا مطمئنًا ولم تراع آية البقرة {أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114)} (?) وانشغل المسلمون خاصة والعرب عامة بترفهم ولعبهم وصدق عليهم خبر الرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه في قوله: "إذا مشت أمتي المطيطاء وخدمتهم أبناء الملوك أبناء فارس والروم سلّط الله شرارها على خيارها" رواه الترمذي وقال - صلى الله عليه وسلم -: "إذا ضنّ الناس بالدينار والدرهم وتبايعوا بالعينة وتركوا الجهاد في سبيل الله وأخذوا أذناب البقر أنزل الله عليهم من السماء بلاءً فلا يرفعه عنهم حتى يراجعوا دينهم" ذكره ابن أبي الدنيا، وقد تبايع الناس بالعينة وتعاطوا بالربا وانهمكوا في الزراعة وصرفوا لها جُلّ أوقاتهم وتركوا الجهاد في سبيل الله وتخاذلوا.