ولازمته منذ سنين عديدة ... فلم أره إلا على سالف العهد

فيا عين لا تبقي دموعًا ذخيرةً ... فما بعده أرجو شبيهًا له عندي

ويا قلب لا تبقي قليلًا من الأسى ... على عالمٍ قد حل في غامق اللحد

وأنشد ما يبري من الصدق والوفا ... مقالًا صحيحًا صادقًا فيه من جد

ولست بناسٍ ما حييت لصاحبٍ ... صفوح عن الزلات خالٍ من الحقد

سابكيه ما جاء الحديث بذكره ... بكاء محبٍ للحبيب على فقد

جزاه إله العالمين برحمةٍ ... ينال بها المطلوب في جنة الخلد

فجئت بنظم للوفاة مؤرخٍ ... مقيم بدار الحمد في منتهى القصد

وفيها أمر سعود بن فيصل على أهل البلدان أن يتجهزوا للجهاد ويقدموا عليه في الرياض، فلما حضرو عنده توجه بهم إلى بلد القويعية ونزل هناك وأقام عدة أيام، ثم ارتحل عنها، وتوجه إلى الرياض وأذن لمن معه بالرجوع إلى أوطانهم، ولما رجع أهل النواحي منه كل يريد وطنه وقع في بلد أشيقر فتنة بين آل نشوان من المشارفة من الوهبة وبين الحصانا والخراشا من آل بسام بن منيف من الوهبة.

وسبب ذلك أن أمير بلد أشيقر محمد بن إبراهيم بن نشوان لما أمر سعود بن فيصل بهذا الجهاد، جهز غزو أهل أشيقر وأمرَّ عليهم بن عمه محمد بن علي بن نشوان، ثم سافر الأمير إلى بلد بريدة ليقضي بعض حاجاته، ولما قدم الغزاة على سعود بلغ الخراشاء والحصانا أن محمد بن علي بن نشوان قد تكلم في حقهم لدى سعود، فلما رجع بالغزو خرج إليه عبد الرحمن بن إبراهيم الخراشي وأخوه عبد الله وعلي بن عثمان الحصيني وابن أخيه عبد العزيز بن إبراهيم الحصيني، فأمسكوا محمد بن علي بن نشوان خارج البلد وضربوه ضربًا شديدًا، فرجع إلى بلد الفرعة وأقام عند أصهار له فيها.

ولما بلغ الخبر عثمان بن عبد الله بن إبراهيم بن نشوان، وكان إذ ذاك في الجعريفة، سار إلى بلد الحريق وطلب منها النصرة لأن آل نشوان وأهل الحريق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015