بقرية الدعيسة الواقعة غربًا عن العاصمة فوجد النخيل فيها كأنما شويت بالنار مسودة من جراء شدة البرد الذي نزل عليها، ولقد يبست الأشجار التي في الشوارع وهلكت فأصبحت كالصريم، وهشمت بعد أن كانت منظرًا حسنًا وزينة للناظرين، فسبحان المتصرف في خلقه على ما تقتضيه إرادته، وإنها لعبرة لمن يخشى، ولكن الله تبارك وتعالى قد نبّه عن بعض القلوب القاسية فقال: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ (76)} (?) وإنها لعبرة لمن وقف عليها بحيث أصبحت خاوية على عروشها وهشيمًا باليًا محزنًا.
وفيها في يوم الجمعة 13 من جمادى الثانية الموافق 20 يناير كانون الثاني (1985 م) رشح لرئاسة الجمهورية الأمريكية الرئيس الجديد جورج بوش بدلًا عن الرئيس السابق ريغان، وأبعد الثاني فرفعت الأمة رؤوسها لتنصيب الرئيس الأميركي المنتخب، وقد أبدى بعض الأكاديميين والمسؤولين العرب تفاؤلًا ملحوظًا بمقدم (بوش) بعد رحيل ريغان ووزير خارجيته (شولتز) وسرت أنظار كثيرة حول مستقبل القضية الفلسطينية في نظر الإدارة الجديدة، إذ تعتبر هذه القضية واحدة من أهم القضايا التي توليها السياسة الأمريكية عناية خاصة ذلك لأنها مرتبطة مباشرة بمصالح أمريكا في المنطقة.
أما عن الانتفاضة الفلسطينية فقد استمرت على ما هي عليه في نشاطها، ولقد أحصي الذين قتلوا في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ ابتداء الانتفاضة إلى آخرتها يوم الاثنين 10 جمادى الأولى من هذه السنة رميًا وتعذيبًا بأيدي اليهود فبلغوا 333 قتيلًا ولكنهم كانوا ثابتين في نضالهم وصابرين على ما أصابهم وينتظرون الفرج والنصر من الله تعالى.