ففي هذه السنة قام عبد الرحمن هذا معه فهد بن صنيتان وسار يريد الأحساء فجرى بينه بين العساكر ما سنذكر بعدها إن شاء الله تعالى، فهذا سعود قد ذكرنا تغلبه وعبد الله بن فيصل يجمع أمره للقتال.
وفي هذه السنة قام عبد الرحمن فلا تسأل عما أصبح الناس فيه من المحن والابتلاء من تشتت شمل المسلمين وتجسم المحن بين العالمين، وقد جرت الحوادث الكوارث، والفتن المضلات الأثائث، من تفرق الإخوان في البلاد وحلول الأهوال وأنواع الأنكاد، أضف إلى ذلك ما نجم من أولئك الأعراب الذين عاثوا في البلاد وأكثرا فيها الفساد، وساموا أهل الإسلام سوء العذاب، وباءوا بالخزي والتباب، وقد قال الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله قصيدة تتعلق في ذلك ويتأسف على ماضي زمانه وتشتت أصحابه وإخوانه:
ألا ليت شعري هل لماضي زماننا ... رجوع فترتاح النفوس وتأنس
فيحلو مرير العيش بعد رجوعه ... وتقضي ليانات هوتهن أنفس
عسى ينقضي هذا الزمان وينتهي ... وتعفو علامات عليه وتدرس
وينجاب هذا الليل بعد ظلامه ... ويبدو سنا صبح الهنا يتنفس
فلهفي على العهد القيدم الذي انقضى ... فمن بعده فالحق يمحى ويطمس
وياليت شعري هل يعود كما مضى ... فما مثله مثل به يتأنس
أعلل نفسي بالرجا فأريحها ... ويطرقها طيف الأسى فتنكس
اقلب طرفي بين صحبي فلا أري ... سوى من بأكبال الأساء مكوكس
غريب بعيد الدار تعروه ذلة ... إذا ما رأى المكروه يغضي ويخرس
فقد عيل صبري عن مقاسات حادث ... من الهم ما خلق لذاك منفس
عسى فرج يأتي به الله عاجلًا ... فيهدم ما يبني الأسى ويؤسس