بهم وهزمهم وقتل منهم ثلاثين، منهم ناصر بن حمد آل مبارك وابنه وسليمان السياري من رؤساء أهل ضرما، وكان سليمان إذ ذاك في حريملا فحضر الوقعة.

ثم تحصن أهل البلد في حريملا، فأمر سعود جنوده بقطع نخيل حريملا، فقطعوا منها كثيرًا، ثم إنهم صالحوه فارتحل عنهم وسار إلى الرياض متغلبًا، ولما قرب منها خرج عليه أخوه عبد الله بن فيصل بأهل الرياض فحصل بينه وبينهم وقعة شديدة في الجزعة وجرى بين الفريقين قتال شديد وجلاد أكيد، وصارت الهزيمة على عبد الله بن فيصل وأهل الرياض، وقتل منهم عدة رجال، منهم مساعد بن سلمان الظفيري وأخوه فهد، ثم دخل أهل الرياض بلدهم.

وأما عبد الله بن فيصل فإنه فر متوجهًا إلى عربان قحطان، وهم على موضع المستوي فأقام عندهم أيامًا قليلة ثم توجه إلى بلد الرس وأقام هناك أيامًا، وكان معه أخوه محمد.

فلما أن وصل حاج عنيزة إلى الرس خرج محمد بن فيصل من الرس فتفاوض مع أهل عنيزة في إقامة الإمام عبد الله بن فيصل وأتباعه فيها، فاتفقوا على مراجعة أميرها زامل، فلما راجعوه لم يوافق على ذلك خوفًا عليه أن يقتل أو يصاب ببلدهم، ثم ارتحل الإمام عبد الله بن فيصل إلى الخبراء ثم إلى عربان عتيبة إلى جهة الكويت وأقام هناك على الصبيحية.

ولما اقبل سعود بن فيصل يؤم الرياض قد خلى له الجو خشي الإمام العالم الشيخ عبد اللطيف من البادية الذين معه أن يحلوا بأهل الرياض مالا تحمد عقباه، فبعث كتابًا إلى سعود معجلًا في طلب الأمان لأهل الرياض، وكف البادية عنهم وباشر بنفسه مدافعة الأعراب معه شرذمة قليلة من أهل البلد، فدخل سعود البلد وبايعه أهل البلد على السمع والطاعة.

ثم كتب سعود إلى رؤساء البلدان يأمرهم بالقدوم عليه، وبايعوه على السمع والطاعة، وأمرهم بالتجهز للجهاد، وتم لسعود مقصوده وجرت له هذه الفتوحات كلها وملك الرياض وبايعه أهلها للمرة الثانية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015