فقال ضاع مني أربعة آلاف ريال فقلت له اصبر قلت له ولامرأته أن يدعو بدعاء رجوع الضائع علمًا دعى به يضربه في رجله شيء فنظر إلى ما ضربه وإذا هي دراهمه في طرف أُلقيت بين يديه ولما سلم على الملك فيصل في مكة المكرمة في أداء العمرة في رمضان واجتمع به سأله عن أمير القصيم واستقامته فأبدى ما كان عليه من الاستبداد واحتجازه أراضي كثيرة لنفسه قد استولى عليها فعلم الأمير وأسرها في نفسه ليعاتبه على ذلك، ولما أن اجتمع به للسلام عليه بدره بقوله تسبني عند الحكومة وغلظ عليه في التعنيف حتى قال إن وقفت علي بعد هذه المرة لأفعلن بك ولأفعلن فأجابه برحابة صدر وطمأنينة يقول والله لأقفن عليك ولأجتمعن بك فإن كنت واقفًا على قصرك بالرياض فأنا مخطئ وأما ما دمت أميرنا ومسؤولًا عنا فنراجعك في مهامنا وشئون بلادنا وإن كان لك دعوى فحياك إلى إمام المسلمين فخجل وسكت ولهذا كان مسموع الكلمة مهابًا وموقرًا لدى الخاص والعام، ولما مات رثاه بعض أحبابه بهذه المرثية التي عددت فضائله (?):
دها القصيم مصاب خطبة عظما ... وطودها الجبل الراسي لها انهدما
أم القصيم نعت شهمًا له همم ... كريم جاه غدا في قمة الكرما
عبد العزيز الذي من بعد والده ... كان السنام وكان الرأس والعلما
كهف لأهل التقى والخير قاطبة ... سد منيع لمن في حقه هضما
يغار للدين إن نيلت محارمه ... ويبذل الجهد للإصلاح لو عظما
يلازم النصح في سر وفي علن ... لكل شخص من الأوساط والعظما
يساند الأمر بالمعروف محتسبًا ... يرى مساندة للخير مغتنما
هذي صفات رجال الخير في سلف ... يناصرون الهدى حتى علا وسما
ويحسن النطق في رفق وتبصرة ... يعطيك ما شئت إما رأيًا وإما حكما
إذا أتيت رأيت البشر بصحبه ... وإن تخاطبه تلق الوجه مبتسما