وبينما هو يخاطب أمه في مساء يوم الاثنين 25 رمضان عام (1395 هـ) بالهاتف من بيروت بالقدوم من الغد إذ احترقت به وصاحبيه الطائرة وألقتهم في البحر جثثًا هامدة جسمه للحرق وللغرق فيا لفجائع البحر ويا لقوارع الزمان ووقف بين مصدق ومكذب بهذا النبأ، لم يُطق الوقوف على قدميه وجعل مسؤولو الطائرة يضللونه بأنه ليس من ركابها وهو بين اليأس والرجاء حتى جاءه الخبر اليقين وأعظم منه احتراق مكتبته.
وممن فاز بالجائزة عبد الله بن محمد بن خميس ويقول عن نفسه أنه رجل عادي من عامة الشعب السعودي حاز الثقة والتقدير بالحصول على هذه الجائزة ولا شك أن هناك نظرة خاصة من قبل جلالة الملك المعظم ومن قبل اللجنة الخاصة بالجائزة وعلى رأسها سمو الأمير فيصل بن فهد تنظر إلى عبد الله بن خميس على أساس أنه علم من الأعلام كما يقولون وأنه أفنى ردحًا من حياته في هذا الجانب ويقول أنه يختلف إلى حلقات التدريس التي كانت تعقد آنذاك عند المشائخ فيقرأ عليهم في المتون وفي المطولات الشيء الكثير.
ومن أعظم من قرأت عليهم والدي ثم لما فتحت مدرسة دار التوحيد بالطائف وهي أول مدرسة من نوعها في ذلك الحين التحقت بها في عام (1365 هـ) وحصلت على شهادتها الابتدائية، ثم حصلت على شهادتها الثانوية كان ميولي إلى الأدب والشعر والكتابة وذكر أن عمره 63 سنة وذكر الوظائف التي نالها حيث يقول عينت أول ما تخرجت مديرًا لمعهد الإحساء العلمي، ثم مديرًا لكليتي الشريعة واللغة العربية بالرياض ثم مديرًا عامًّا لرئاسة القضاء قبل أن تكون وزارة ثم وكيلًا لوزارة المواصلات ثم رئيسًا لمصلحة مياه الرياض ويقول أنه يتخلل هذه الأعمال أعمال جانبية كالنيابة عن سمو أمير الرياض حينما يذهب هنا أو هناك أنوب عنه في إدارة الأعمال، وكنت أيضًا عضوًا في مجلس إدارة شركة الكهرباء ثم طلبت من جلالة الملك فيصل رحمه الله أن أتفرغ للبحث وإحياء الآثار الإسلامية والعربية وخدمتها الخدمة اللائقة بها.