رفع إليه مساعد الرئيس بأن في بحره بين مكة وجدة حفل زواج كبير أقامه ذووه وعزموا على أن يأتوا فيه بأشياء تخالف الشريعة كالسفور ورفع الغناء بمكبر الصوت والاختلاط وذكر أنه نهاهم فلم ير استجابة منهم وكان رحمه الله في مصيفه بالطائف فقال له اذهب من فورك واستصحب معك ضابطًا وأربعة عشر جنديًّا يحملون رشاشين فإن خضعوا للأوامر وإلا فأزيلوا ذلك الحفل بالقوة.

ولما أن حضروا بلغوهم أوامر الرئيس فكأنهم لم يجدوا لديهم استجابة فقيل أين رئيس الحفل فقالوا ليس بحاضر فطلبوا الوكيل وتكلم الوكيل بعدم الامتثال فتكلم الضابط بقوله وقع على عدم استعمال هذه المواد التي خرقتم بها النظام، وإلا فسوف أتخذ تدابير أخرى ضد هذا المنكر فكأنك ترى تلك الخيام والزينات قد طارت مزعًا في الجو بين السماء والأرض فخضعوا صاغرين وأزالوا ما عزموا عليه.

قبل ذلك زرته في موسم الحج بمِنى فأهدى إلي منسك الشيخ عبد الله بن جاسر جزأين مجلدين تجليدًا ممتازًا وكان حسن العشرة لين العريكة يعلوه البهاء.

وذكر لي بأنه اشترى تاريخنا تذكرة أولي النهي وأنه جلده وأهداه إلى الملك فيصل وأن الملك أبدى سروره به وأولع بمراجعته وأعجب بما فيه وكان معظمًا ومحترمًا بينما كنت أحادثه إذ جاء إليه سمو الأمير الملكي عبد الله بن عبد العزيز لتهنئته بعيد الأضحى المبارك وجلست معه غير مرة وفي كلها أجد منه تعظيمًا وتقديرًا وقبل وفاته أصيب بألم في ركبتيه فكان يذهب لعلاجهما وما زال في استقامته حتى توفاه الله تعالى في هذه السنة غفر الله له وعفا عنه.

وممن توفي فيها من الأعيان الشيخ محمد بن إبراهيم البواردي رحمه الله تعالى، وكانت وفاته في الرياض يوم الأحد 21/ 2 من هذه السنة.

وهذه شهادة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ للمترجم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وآله وصحبه وبعد فإن فضيلة الشيخ محمد بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015