العدو رغم تصاعد حجم القوات الغازية إلى مائة ألف وثلاثين ألف جندي تساندهم مئات الدبابات والعربات المدرعة مع القصف الجوي والبحري الوحشي مستخدمة في ذلك أحدث الأسلحة الأمريكية وقامت الطائرات الإسرائيلية بعدوان جوي بالغ العنف على الأحياء السكنية في جنوب بيروت، حيث توجد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين مما أسفر عن عشرات القتلى ومئات الشهداء من المدنيين وغيرهم.

وجعلت طائرات اليهود تواصل قصفها وعدوانها الوحشي بحيث قامت بـ (170) غارة جوية على بيروت الغربية ألقت خلالها خمسمائة ألف قنبلة من بينها القنابل العنقودية والفسفورية المحرمة دوليًّا من الجو والبر والبحر فوق بيروت الغربية وكانت القوات التي تحاصر بيروت الغربية أربعين ألف جندي ومائتي دبابة وخمسمائة ناقلة جنود مصفحة ويقدر عدد الضحايا من هذا الغزو بثلاثمائة ألف وخمسين ألفًا أغلبهم من المدنيين العزل وخاصة الأطفال والنساء والشيوخ كما دمرت المستشفيات والمنازل والمدارس بمنتهى القسوة وقد خسرت إسرائيل من ابتداء الغزو في 4 يونيو إلى 2 يوليو (1250) قتيلًا و (8000) آلاف جريح.

وطالب اثنان وسبعون ضابطًا إسرائيليًّا باستقالة شارون وحملوه مسئولية الخسائر الجسيمة وفي اليوم نفسه شن الفدائيون هجومًا جديدًا ناجحًا على قلعة الشقيف واعترف العدو ببسالة الفدائيين.

وفي 7 يوليو رفضت منظمة التحرير الفلسطينية الاقتراح الأمريكي بإجلاء المقاومة عن بيروت ولكنهم اضطروا أخيرًا إلى الجلاء ومما قال الشاعر حسين عرب هذه القصيدة العصماء يذكر حالة أهل فلسطين ويبوح بما جرى عليهم من المآسي وهذه القصيدة مؤثرة جدًّا بحيث خرجت من كبد حراء وفؤاد موجوع وقلب بألم الفراق ملسوع وكيف توصلت الأحوال إلى جلاء أهل الشام من ديارهم وأموالهم عكس الحالة التي جرت على اليهود من بني النضير:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015