في بطن أمه وأنه سأل أمه فأجابت بأنه ضربها باب حديد وأخذ الطفل داخل بطنها يومًا أو يومين لم يتحرك ولما وضعته وأرادوا أن يمهدوه فوجئوا بأن قدمه تتمايل وتطرخ فجبره وتم شفاءه أما عن حول رغبته ورأيه في إنشاء عيادة خاصة به منظمة ويزوده بأجهزة علاج الكسور الحديثة من أشعة وغيرها فأجاب بأن شرطي الوحيد في مثل حدوث هذا أن تكون العيادة مستقلة عن المستشفى لئلا يحدث له ما حدث للطبيب الشعبي -الردادي- عندما أدخله سمو الأمير عبد المحسن بن عبد العزيز مستشفى المدينة المنورة لعلاج مرضى الكسور وما لبث شهرين حتى تضايق لما يسببه وجوده بين أطباء المستشفى الحديثين من حرج فاستمر في علاج الضلوع وذكره للوشرة ويسميها بعض أطباء العصر الجلطة إلى آخر كلامه وقال أنه لا يفيد فيها سوى الكي.
قد تقدم بعض ما جرى فيه من المذابح والأهوال وكيف أن الله سلط بعضهم على بعض فأصبح الجيران يتقاتلون وجعل الله بأسهم بينهم ونذكر شيئًا عن سعد حداد الذي كان آلة بيد اليهود يمدونه بالأسلحة والذخائر ليدمر أهالي لبنان وإن كان منهم ويغزو الفلسطينيين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم وما جرى عليهم وعلى نسائهم وذراريهم وأولادهم من الفتك والتدمير وما أصبح به أهالي لبنان وأن في ذلك لعبرة لمن يخشى.
فلأن كانت فلسطين أحدوثة لأهل الدهر من تقتيل بعضهم وسجن البعض الآخر وتعذيبهم وتشريدهم عن أوطانهم التي ولدوا فيها ونيطت عليهم فيها تمائمهم فإن لبنان أصبح مقبرة لأهله ولإن كانت لبنان زهرة للدنيا وزينتها فيما مضى ويرتادها المترفون للمصيف وإراحة النفوس من جميع نواحي المعمورة فقد أصبحت من جراء تلك المذابح والمجازر آية من آيات الله من الدمار وصدق عليها قول الشاعر في قوله وكأنه يصف حالة أهالي فلسطين: