إلى جنة الخلد يا خالد يا من تحمَّل الأمانة وقاد السفينة إلى جنة الخلد يا خادم الحرمين إلى جنة الخلد أيها الملك العادل، لقد عدلت بين أفراد شعبك فكنت بمثابة الأخ الأكبر والأب الرحيم فإنا لله وإنا إليه راجعون ولله در القائل:

فلو كان يفدى بالنفوس ولو غلت ... فداه همام أشوس ونبيل

ولو كان من خصم تنمر دونه ... رجال بأيديهم قنا ونصول

إذا ما اعتلوا قب الأباطل لم يكن ... لهم أوبة أو يستباح قتيل

ولكن قضاء مبرم يستوي به ... مليك عزيز في الورى وذليل

ولما مات لبست الدنيا ثياب الحداد عليه وباح الشعراء والفصحاء بالرثاء والتأبين عليه قال الأديب الشاعر غازي القصيبي هذه المرثية وكأنه يتجول بعيونه على المرحوم خالد بن عبد العزيز حين ينظر إليه وكأنه فارس توسد سيفه ونام فيا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي:

(واخالداه) وضج الجرح في كبدي ... فسرت بالجرح لا ألوي على أحد

يبكون منك وقد ناحوا على ملك ... أما أنا فبكائي حرقة الولد

يطوف وجهك في روحي فاسأله ... بالله قل لي أهذي فرقة الأبد

فأين نظرته بالحب طافحة ... كأنما هي بشرى ثرة الرغد

وأين بسمته السمحاء هل سقطت ... شمس النهار على ليل من الكمد

(واخالداه) يغص الشعر من ألم ... كما تذوب عيون الشوق من سهر

ويخطر الموت فوق البيد عاصفة ... من الدموع فناد الصبر يا بلدي

هرعت بعدك للذكرى معطرة ... بالبشر صافية كالقطر نبع دد

وغبت في الأمس علّ الأمس يسعفني ... إذا أفقتُ ولم أبصرك صبح غد

فلحت لي وجدار الموت منتصب ... حتى لأوشك شوقًا أن أمدّ يدي

أراك رغم ضباب البين يا رجلًا ... به تزايد ملك وهو لم يزدِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015