لما كان في أواخر شعبان من هذه السنة تخلت العراق وانسحبت عن جميع ما استولت عليه من أراضي إيران لعلها أن تهدأ الأمور غير أن إيران قامت تلاحقها ملاحقة وشنت هجومًا على البصرة وطلبت من العراق أن تقوم بخسائر الحرب وإلا فستواصل هجومها.
فلما رأت العراق أن لا بد من مواصلة الحرب عز عليها أن تبوء بالضعف والخضوع للضيم، فوقفت لإيران وقفة اضطرارية وأمدتها بعض الدول بالأسلحة والقوات وثبتت ثبات الأُسود في غابها بقيادة الرئيس صدام حسين، وشنها حربًا منسية وقابل الشر بالشر وأغارت الطائرات العراقية على أهداف إيرانية وجعلت تحرق وتهدم وتدمر.
ولم تبال إيران أن لو كانت هذه الحرب تحطم الإِسلام ولسان حال العراق يقول عزتنا بالإِسلام لا بالأقوام وقد نتج عن هذا الحرب والضرب دمار على كلا الدولتين وظهرت إيران بمظهر المعاند وخاضتها بصلف وغرور كما أن العراق لجأت إلى امتشاق الحسام ضرورة، وعجز قرار الأمم المتحدة عن تسكين إيران كما أن اجتماعات القمة التي عقدت لم يقم الخميني لها وزنًا وكانت الصواريخ بين الجانبين تهدم العمران وتبيد السكان، وتعرضت السفن التي في الخليج إلى الحريق والدمار من بين المتقاتلين وغضبت أمريكا من أعمال الخميني وآياته وأتباعه ولكنها لم تعمل ما يبيد حركاته.
لما كان في اليوم 12 من شعبان قامت إسرائيل بغزو بيروت فحشدت نصف قواتها وضربت السكان الآمنين ومخيمات الفلسطينيين بالقنابل العنقودية وقنابل النابالم وغير ذلك مما هو محظور فأعدمت ما لا يقل عن اثني عشر ألفًا من السكان