أن بلاده لا تقر مثل هذا العدوان وأما القاهرة فإنها قررت وزارة الخارجية المصرية إبلاغ الحكومة الأمريكية رسميًّا بقلقها الشديد على إثر القصف الإسرائيلي للمحطة النووية العراقية، كما أن روما أعربت أن الحكومة الإيطالية عن عميق أسفها للعدوان الإسرائيلي، وكذلك فرنسا والدول الأخرى قابلت ذلك بالاستياء.
وفي رمضان من هذه السنة استردت إيران أراضي قد استولت عليها العراق قبل ذلك، ولا تزال تتوسع في حروبها وأذيتها للجيران، وكانت الحرب مستعرة الوقود بينها وبين العراق، ولكنها لا تزال في مواصلة الحرب رغم التوجيهات والإرشادات المحذرة لها من عاقبة الأمور ويمدها دول ضد الإِسلام منتهزة الفرصة {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9)} (?) والدليل على ذلك ما جرى من أذيتها لحجاج بين الله وإلقاء العذرة والنجاسات أمام الكعبة المشرفة لتنجيس الطائفين والمصلين وتقذير الأماكن المقدسة بل جعلهم النجاسة خفية في الحجر الأسود المقدس ليتأذى المقبلون له والمتمسحون، قال الله تعالى لخليله: {وَطَهِّرْ بَيتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26)} (?) فأصبحوا مع الشريعة المطهرة في طرفي نقيض، ولقد أفتى الشيخ محمَّد حامد فقي في سنة (1362 هـ) لما جرى منهم ذلك وهو العالم الفقيه ورئيس جماعة أنصار السُّنة المحمدية في مصر بأنه يجب على الحكومة السعودية منعهم من الحج وآخر ذلك أن غزو حجاج بيت الله متذرعين بالحج فقتلوهم أمام حيدر الكعبة المشرفة وأتوا بالعبوات الناسفة يريدون تفجيرها بالمسجد الحرام والأماكن المقدسة لولا أن الله سلم، فعياذًا بالله من كيد أعداء الله ونسأله أن يرد كيد الكائدين في نحورهم.