من الخلفاء الراشدين في سبيله ... وفي الباقيات الصالحات فراقده
ومن محكم الفرقان لألأَ جانبه ... ومن سنة الهادي البشير معاقده
به إلتأم الشمل الشتيت وأقبلت ... حظوظ وردت في العدو مكائده
وفيه التقى الإِسلام من كل جانب ... وعزت به أخلاقه وعقائده
محى بالحسام العضب كل ضلالة ... عن الدين حتى هادنته طرائده
وشيد بالتوحيد أركان عرشه ... وفي العلم راجت من نداه معاهده
وتلك بيوت الله تشهد أنه ... له عمرت في كل ربع مساجده
على أنه والشكر لله عاهل ... يفوز مواليه ويخزى معانده
وما أنا في حبي له اليوم واحد ... ولكنما الدنيا جميعًا تعاضده
ألا أيها الجمع الملبون وقفة ... بها ينطق الأضحى وينصت وافده
نقلب فيها الذكريات لعلنا ... بذلك نقضي حقه ونعاوده
هو الحج إلا أنه في افتراضه ... من الله فضل ليس تحصى فوائده
وما هو ذخر المرء يوم معاده ... فحسب ولكن كل ما سر واجده
فكيف وهذا الأمن ضافٍ رواقه ... على كل فج أين سالت روافده
وكائن ترى من هاجع تحت أيكةٍ ... وآخر بين الأخشبين الذي هو فاقده
تحدى مع التفريط من هو سارق ... ولكنه الشخص الذي هو فاقده
فمن شاطئ الإحساء شرقًا ومغربًا ... إلى البحر حيث الفلك تأوي قواعده
تروح وتغدو الموقرات لطائمًا ... من الجوهر المكنون تفري فوائده
فلا شبح الإجرام يلمح طيفه ... ولا الطمع الخداع ينقض مارده
له الويل مغترًا إذا ابتز كاسيًا ... ولو لبس الليل الذي هو وائده
حدود أقيمت ليس هوادة ... ولا حكم إلا الشرع تذرى حصائده
وما من شفيع في قصاص ولا هوى ... إذا ما استحق السيف من هو جالده
بذلك لا بالبطش من غير ما هدى ... ولا بالتواني طوقتنا قلائده