ففيها في 13 صفَر قام الشيخ عبد الله بن حميد رئيس المجلس الأعلى للقضاء في المملكة العربية السعودية بنصيحة ثمينة ودعا العراق وإيران إلى وقف نزيف الدماء بينهما والعودة إلى الكتاب والسُّنة النبوية في تحكيم خلافهما المتأزم.
وقال في حديث خاص بالجزيرة: لا شك أن من أركان الهداية الاجتماعية في القرآن التعاون على البر والتقوى؛ لأنه يوجب على المسلمين إيجابًا دينيًّا أن يعين بعضهم بعضًا على كل عمل من أعمال البرّ التي تنفع الناس أفرادًا وجماعات في دينهم ودنياهم، فجميع بني آدم لا تتم مصالحهم في الدنيا ولا في الآخرة إلا بالاجتماع والتعاون والتناصر على جلب ما ينفعهم ودفع ما يضرهم على كل عمل من أعمال التقوى التي يدفعون بها الفاسد والمضارّ عن أنفسهم.
كما نهاهم مؤكدًا هذا الأمر بالنهي عن ضده وهو التعاون على الإثم بالمعاصي وكل ما يعوق عن البر والخير من العدوان الذي يغري الناس بعضهم ببعض ويجعلهم أعداء متباغضين يتناحرون فيما بينهم ويتقاتلون بدون سبب بيِّن يقتضي ذلك أن العراقيين والإيرانيين لو رجعوا إلى كتاب ربهم وسُنة نبيهم وحكمهما في كل شيء فاستراحت نفوسهم واطمأنت ضمائرهم من هذه الحروب الطاحنة وسفك الدماء وتخريب الديار، وأشار بأنه لا يستفيد من ذلك إلا أعداء الإِسلام، وأطال وحثّ على الاعتصام بحبل الله جميعًا، وأن لا يتفرقوا وأورد الآية الشريفة {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} (?)، وقوله تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ} (?) وأفاد بأنه إذا ذهب الدين ضاعت الرئاسة وأن الدِّين