الاختلاط والامتزاج بمشايخه وتلاميذه، وكانت النكتة لا تغادر مجلسه، الأمر الذي يدعو جلسائه إلى الرغبة الأكيدة في الاجتماع والاستئناس به، وكان قارئًا للشعر وله ديوان في الشعر والمذكور يملك حاسة رقيقة شفافة تدعوه في كثير من الأحيان إلى إبداع غرر القصائد التي يرثى بها مشايحه وتلاميذه، أما عن مؤلفاته فكفاه فخرًا واعتزازًا سفره الباقي ما بقي المحبون للخير؛ وذلكم هو كتاب "عقود اللؤلؤ والمرجان في وظائف شهر رمضان" الذي ما فتئ كل إمام مسجد في المملكة وغيرها يقرؤه على مأموميه في ليالي رمضان الشريف. حتى آل الأمر إلى أن دام رجال فضلاء من خارج المملكة بدعوة إلى الشيخ بالاستئذان منه بطلب ترجمته إلى اللغة الأردية، والإنجليزية، والفرنسية؛ وهذا وربي شيء يبعث الاطمئنان والاعتزاز والسرور.

كما أن من مؤلفاته "البدور البهية والفتوحات القدسية" (?) وهو وظائف لسائر السنة يدور حول المشاكل الاجتماعية في الوسط الاجتماعي الراهن سيطبع عن قريب وهو ثلاثة أجزاء، ومنها هذا التاريخ.

أخي القارئ علك تجد فيه ضالتك المنشودة وبغيتك المطلوبة، وقد أنفق المؤلف من عمره في تأليفه ثمان عشرة سنة كانت حافلة بالجهد المتواصل، والسهر الطويل، ولم المعلومات من مظانها ومن كل صوب وحدب، والمذكور غني عن قيلة قائل في مدحه والثناء عليه، فالذي بين يديك أخي القارئ يحكي واقع المذكور وهو لا يرجو منك إلا الدعاء والصفح عن كل خلل، فإن كان خيرًا فمن توفيق الله وامتنانه، وإن كان غير ذلك فالإنسان عرضة للخطأ، وقبل أن نختم هذه العجالة العابرة عن حياة المؤلف نورد لك نموذجًا من شعره فقد كان يدرس عليه أحد المنتدبين للتدريس في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015