فيصل فبعث لذلك لجنة مكونة من الأمن ورئاسة القضاء وديوان المظالم، وكان المترجم هو المبعوث يمثل ديوان المظالم، وكنت قد حضرت التحقيق مع المعتدين فكان هو الذي يتولى ذلك فرأيت معه حكمة وله هيبة ترج المعتدين وبعد التحقيق معهم أفرادًا ثبتت إدانتهم فصدر الأمر بجلد كل واحد منهم ثلاثين جلدة وأخذ التعهد عليهم أن لا يمدوا أيديهم مرة أخرى وهكذا كانت الحكومة تنتدبه ضمن المحققين.

ومن نكته أن بعثته الحكومة ضمن الأعضاء للنظر في مشكلات في الشمال الشرقي من المملكة، فلما أن هبطت بهم الطائرة في العاصمة قام الأمير فيها وسيرهم في سيارة وانيت ليحلوا تلك المشاكل في القرى وكانت الطرق رملية وربما غرزت لهم السيارات لأنها تعبانة فينزلون يدفونها فصاغ أبياتًا تصور الموضوع، ثم علق في آخرها أنهم رجعوا بطائرة مريحة وكيف أن الله منّ برجوعهم على متنها بعد ذلك:

أمن بعد كنفير ونيت وقرنبع ... يرج بنا في سيره ويقرقع

ونيت دنيٌّ في المسير مخبط ... كأن به مسًا من الجن يصرع

فطورًا بأعلى الحزم ينزو فينطفي ... وهندله في أنفه ليس ينزع

وطورًا مع البطيء يبقى مغرزًا ... فنحثوا نجافي الرمل عنه وندفع

فيزداد بالتغريز في الرمل راسبًا ... فنخشى عليه الرمل يطغى فيبلع

هنيئًا مريئًا سائغًا في ابتلاعه ... وذو العرش ينجينا وللشر يدفع

ومن فضله كان الإياب بطائر ... يحلق في جو السماء ويرفع

وخير المطايا ما يسرك سيره ... وينجز في طي الطَّرِيق ويسرع

وما كل مركوب مريح لراكب ... ولا كل ظهر للمهامة يقطع

من الله نرجو العفو واللطف والرضا ... وفضل إلهي بالمواهب أوسع

وله قصيدة نونية عظيمة في شأن هذه الصناعات التي وفرت للناس مصلحتهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015