عاصمة إقليمية في أفغانستان وأبادوا قوة قوامها ستة آلاف جندي واستولوا على دبابات وسيارات مدرعة وخمسة آلاف قطعة سلاح وأسقطوا سبع طائرات هليوكبتر عسكرية سوفيتية وأعلنوا أنهم لن يلقوا السلاح ما دام هناك جندي سوفيتي واحد في أفغانستان بالرغم من تجهيزات روسيا وإمداداتها لكابول وقد رفض المجاهدون التفاوض مع حكومة كابول الشيوعية وقد انضم إلى المجاهدين أربعة عشر جنديًّا سوفيتيًّا وثلث الجيش الأفغاني انضموا لصفوف المجاهدين واستطاعوا أن يغلقوا خلال أسبوع واحد الطَّرِيق بين كابول وباكستان وقد تعرضت القوات السوفيتية لنكسات خطيرة في إقليم بلمياك في شمال غرب كابول.
لما كان في سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة وألف انفجرت عين بلايادي الكائنة في الموضع الشمالي الواقع في الجهة الغربية الشمالية عن مدينة حائل تبعد عن حائل بمائة وتسعين كيلومتر وكان هذا الموضع آهلًا بالسكان من البادية وفيه قصور زراعية ومركز إمارة.
وكانت هذه البئر في بداية أمرها حفرها رجل يدعى سليمان بن موضي الرفدي من عنزة وكان ماؤها عذبًا قراحًا فعنّ لصاحبها أن يعمقها في أواخر هذه السنة (1400 هـ)، وبينما الحفار في الحفر إذ انفجرت فيها مادة غريبة حامضة مالحة متبخرة فتوقفوا عن الحفر وأخذوا يقلبون ذلك المتبخر من العين وعكفت الأمة على البئر ورأت الخليقة أن فيها شفاء من كل داء فكان أول ما استعملوه لجرب الإبل ثم بعد ذلك أقبلت عليه الخلائق من كل فج عميق من الحجاز والشام والعراق والكويت والبحرين وسائر الخليج ومن الناحية الشمالية والجنوبية وسائر المملكة السعودية وكان ذلك الموضع في أرض مستوية صحراء واسعة مترامية الأطراف فنصبت الخيام فيها تتخللها السيارات التي ملئت تلك الجهة حتَّى لكأنها خيام الحجاج بمنى.