فصبرًا على بعد المدى واغترابنا ... عسى باعتلاء الحق أن يجمع الشمل

ويبدو محياها بنور مشرق ... ويرجع عقد الشرك والظلم ينحل

وصل على المختار ربي وآله ... وصحب له والمقتفى نهجم يتلو

وما زال مقيمًا لدين الله باذلًا جهده في نصرة التوحيد حتى أتاه اليقين، وكانت وفاته عشية يوم السبت 11 ذي الحجة من هذه السنة.

ولما توفاه الله تعالى وانتقل إلى جواره رثاه الشيخ عبد الرحمن بن الشيخ محمد بن عبد الله بن مانع الوهيبي التميمي بهذه القصيدة، وكان تلميذًا له:

ترد رداء الصبر في حادث الأمر ... وفوض بتسليم مع الحمد والشكر

فنعم احتساب المرء في حال رزئه ... ونعم أدراع الصبر في العسر واليسر

لقد ساءنا ما جاءنا من مبلغ ... مشيع بها يهدي إلى السمع الوقر

فصخت له سمعًا وألححت سائلًا ... بماذا ينادي والفؤاد على جمر

فقيل ينادي أخطأ الله شره ... فإن إمام الدين أوفى على العمر

فأزعج من ألبابنا كل ساكن ... وحرك أشجانًا بها عيل من صبر

وأيقنت أن الأرض مادت بأهلها ... وإن الفضا مما بنا صار كالشبر

لقد ظل أهل الحق من بعد موته ... حياري كأيتام أصيبوا على صغر

فيا مهجتي حقًا عليه تفتتي ... ويا عبرتي خلي غرور الأسى تجري

مضى عابد الرحمن نجل محمد ... مجدد دين الله عن وصمة الكفري

فلا يبعدنك الله من شيخ طاعةٍ ... بعيد عن الأدناس ناء عن الكبر

قوي بأمر الله شهم مهذب ... أشد لدى هتك الحدود من النهر

تجرد للتدريس والحفظ دائبًا ... وأسقى غراس العلم في سائر العمر

ففي الفقه والتوحيد بحر غطمطم ... وفي بحثه التوحيد نادرة العصر

وفي النحو والتأصيل قد صار آية ... وكل فنون العلم أربى على البحر

يجيب على التقوى جوابًا مسددًا ... يزيح به الإشكال عن مرتع الفكر

فيضحي عويص المشكلات موضحًا ... بتحقيق أبحاث أدق من الشعر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015