بمكبرات الصوت إلى الجهاد المقدس وكم من عاجز وطفل وعجوز قد أصيبوا من جراء القصف العشوائي وهم لم يشتركوا في القتال، وليس لهم ذنب في جعلهم أهدافًا فالقنابل المدافع وفوهات البنادق والرشاشات وقنابل الطائرات المدمرة ولقد اشتدت الحرب الأهلية في لبنان وبلغت أوج الهمجية وقامت القناصة في أماكن فسددوا ضربات البنادق والرشاشات على كل من مر من الشوارع يضربونهم بالعيارات النارية وحصر الفدائيون في مخيماتهم وقطع عنهم الماء فأصبحوا مهددين بالهلاك من العطش وتوالي الضرب على نسائهم وأطفالهم وتحرجت الحال جدًّا حتى استقال رئيس الوزارة اللبنانية رشيد كرامي لما وضع اتفاقيات عديدة لوقف القتال ووقف إطلاق النار وكلها ترفض، ولقد قام جلالة الملك خالد بن عبد العزيز في 2/ 12 بزيارة رسمية لكل من الأردن وسوريا وأقام ستة أيام هناك وترأس هو والملك حسين بن طلال المأساة اللبنانية وأبديا قلقهما الشديد من استمرار هذه الحالة على النحو الأليم المحزن، حيث انتشر القتل والتدمير على صورة من الوحشية لم يسبق لها مثيل وقد صدر في كل من جدة ودمشق البيان الصحفي التالي عن زيارة جلالة الملك خالد للجمهورية العربية السورية: قام جلالة الملك خالد بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية بزيارة رسمية للجمهورية العربية السورية تلبية لدعوة من أخيه سيادة الرئيس حافظ الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية في الفترة ما بين الثالث والعشرين والخامس والعشرين من (1395 هـ) الموافق ما بين الخامس والعشرين والسابع والعشرين من كانون الأول عام (1975) ميلادي وقد استقبل هناك بكل حفاوة ولقد بذلت ملوك العرب ورؤساؤها جهودًا جبارة لإيقاف هذه الحرب الأهلية في بيروت ولبنان والتي كانت سببًا لشر مستطير اشترك فيه جميع المناوئين للعرب وكانت سببًا لتدخل اليهود الصهاينة فيما لا يعنيها فلم تفلح الجهود المبذولة في ذلك بل استمرت هائجة مائجة وأصبح كل حارة تقاتل الأخرى وكل شارع يقاتل الشارع الآخر وكانت فتنة عمياء يعجب لها وعجز المصلحون وفشل المتوسطون.