سليمان بن سحمان وأخذ عن الشيخ سعد بن حمد بن عتيق، وأخذ عن الشيخ حمد بن فارس ودرس على هؤلاء في الكتب الكبار والأمهات وجعل يتردد على حلقات الذكر بهمة عالية وقوة عزيمة حتى ظهر في العلوم مظهرًا رائعًا، وكان خطيبًا مصقعًا ينتظم الكلام ويخرج منه بحسن تعبير ولا يمل وإن أطال كما أنها لا تمل فوائده، ومن قوته أنه كان مخيفًا للمجرمين فلا يذكر اسمه أمامهم إلا وجموا ولما أن كان في سنة (1345 هـ) أقامهُ الملكة عبد العزيز رئيسًا لهيئات الأمر بالمعروف فقام بهذه المهمة خير قيام بقوة ونشاط وصدق لا تأخذه في الله لومة لائم وهابه المبطلون، وكان قد شدت الحكومة أزره بأعوان وأعضاء وجنود، وإذا رأى أمرًا شديدًا من المناكر فإنه يراجع فيه ويشجعه للانتقام بالعصا كما وجد أربعة قد أفطروا في شهر رمضان خارج البلد فأتى بهم إلى السلطان فأمر بهم جلالته أن يحملوا أباريقهم وأوانيهم بأيديهم ويطاف بهم في الأسواق في الحالة التي وجدوا فيها ثم ضربوا بالخشب حتى هلكوا تحت الضرب، وكان ثلاثة من الأشقياء ألقوا القبض على صبي فحملوه يريدون الفرار به غير أنه كتب له السلامة بحيث فزع المسلمون على ساقة السيارة فلما أخذوا ذات الشمال إذ بسيارة قلابي تلاقيهم فوقفوا وشردوا تاركين سيارتهم والصبي فيها مشدودًا فاه لئلا يتكلم وكان الشد قد أطبق أسنانه على لسانه فذهبت الأمة لإشعار الرئيس فجيء بالسيارة إليه وجاءه المالك يسأل عنها لأن السيارة والحالة هذه يسأل عنها رجال الأمن كما أنه يسأل الشيخ الرئيس كذلك لخشية وقوع مثل ذلك، وذكر المالك أن سائق السيارة قد نام في حديقة من الحدائق فلما انتبه إذا قد سرقت، هذا ما ادعاه المجرم فقال له ائتني به وبعث معه بجنود فجيء به فأمر أن يشد على عقبيه في عمود من العمد ويجعل منكوسًا ويضرب بالخيزران حتى خبر بأصحابه فذهب الشيخ إلى الملك سعود يسأله أن يحكم بقتلهم وقال انهار أي والدكم إذا ما فعل أحد مثل فعلهم وقصة العبد مرسال وكيف خاطر الشح بنفسه حتى كاد أن يقتله العبد مشهورة وقد يناله أذى في سبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكنه يقابل ذلك بالصبر، وكان ينشر الدعوة