رئيس الجمهورية أنور السادات يومين ثم غادرها في يوم الجمعة 24/ 5 إلى السعودية مفاوضة الملك فيصل، وفي 25/ 5 السبت ذهب إلى سوريا لمفاوضة الرئيس حافظ الأسد ثم غادرها إلى إسرائيل في اليوم 26 من جمادى الأولى، ثم أنه ختم زيارته في عمَّان يوم الاثنين 27/ 5 وكان يقام له في كل عاصمة مأدبة فاخرة ورجت الأُمة من زيارته خيرًا غير أن الأمور لم تزدد إلا تعقيدًا، ولم تسفر هذه الزيارة عن شيء، ولما أن كان بعد رجوعه بشهرين خلع الرئيس نكسون وأجبر على التنازل عن الرئاسة ورشح للرئاسة جيرالد فورد، وهنا غيوم شر قد تلبدت في الأفق، وسيجري من الشر ما الله به عليم، وقد قيل في الأمور المغيبة التي لا يعلمها إلا الله:

إن الليالي والأيام حاملة ... وليس يدري سوى الله بما تلد

هذا ولا تزال قبرص طوال شهر رجب في حرب وقتال مع الأتراك واستمرت المنازعات والقتال الشديد الذي سقط فيه خلائق كثيرون.

وفيها ليلة رابع عشر جمادى الأولى انخسف القمر في منتصف الليل، وكان الخسوف ثقيلًا بحيث لبث ثلاث ساعات، وأيضًا خسف القمر في هذه السنة نفسها وقت طلوعه في ليلة 16 ذي القعدة وانطمس انطماسًا كليًّا، فلم يتجل إلا في الساعة الثالثة تمامًا بعد الغروب، كما أنه وقع كسوف الشمس في 29 من ذي القعدة يرى في البلاد الواقعة خلف مصر إلى جهة الغرب.

وفيها في ليلة 10 فبراير الموافق 18 محرم أعلن العراق بأنه في الساعة الحادية عشرة وزالي تزيد خمسًا وأربعين دقيقة دار صِدام ضارٍ على الحدود بين القوات العراقية والإيرانية مني فيه كلا الجانبين بخسائر فادحة، وقالت الإذاعة أن ضابطًا عراقيًّا قتل وجرح واحد وعشرون جنديًّا، وهذا يعتبر أول عداء قام بين الدولتين، وهو منذر بما سيجري بعده من التناحر وإراقة الدماء، وما أحسن الأبيات التي ذكرها صاحب الجامع الصحيح أبو عبد الله ونسبها إلى امرئ القيس تقبيحًا للحرب واتقاءً لها قبل وقوعها فإذا وقعت فإن وقفها شديد وليس بيسير:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015