شهر أكتوبر، ولقد قامت القوات المصرية كأنها جدران مرصوصة من الدبابات والجنود واقتحمت خط برليف بسرعة لا يصدقها العقل وبنيران لم تشهد من قبل، وكان هذا الخط آية في القوة والمناعة وقد تحدث عنه بعض عارفيه أن الساتر الرملي الذي كان يحمي المواقع الإسرائيلية يتراوح ما بين عشر وعشرين مترًا وعرضه فيما قيل يقدر باثني عشر مترًا حتى قال عنه وزير دفاع إسرائيل أنه لا يمكن لأية قوة في الأرض أن تهده، فقد قامت القوات المصرية وتمكنت من السيطرة الكاملة عليه وهد هذا الخط المسمى خط برليف واستولت على صحراء سيناء وتركت حطام الدبابات والقوات الإسرائيلية ملقاة على ظهر الأرض وأصبحت حالة اليهود سيئة جدًّا ودمرت في اليومين 23 و 24 من رمضان في سيناء مائة وإحدى وأربعين دبابة وعربة نصف جنزير وخمس عشرة طائرة وحطمت أيضًا خمسًا وثمانين دبابة في منطقة المحور الأوسط والدفرسوار وستًا وخمسين عربة، ولما قامت فرق من سلاح اليهود الجوي صباح يوم السبت 24 باختراق مجال قوات مصر الجوي في القطاع الجنوبي من الجبهة تصدت لها وسائل الدفاع فأسقطت عشر طائرات يهودية وحاول العدو بعد قليل فأسقطت له خمس طائرات ولقد تحملت اليهود خسائر فادحة من هذه الحرب بحيث أنها تكلف اليهود عشرة ملايين دولار كل ساعة وسقط من رجالها مئات القتلى والجرحى واستسلم آخرون للأسر ولقد بعثت إسرائيل في أحد أيام الحرب مائة طائرة وثمان طائرات مقاتلة فلم يرجع سوى ثمان طائرات فكلفت طيارين في اليوم الثاني فأبوا لأن النتيجة الموت المحتم وأنه إذا كان ولا بد فإنهم يفضلون القتل على الذهاب فأعدمت القيادة الإسرائيلية أربعة طيارين.
قال الله تعالى: {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ} قام الفدائيون منتهزين الفرصة فخاضوا معارك عنيفة في منطقة العرقوب وأوقعوا