اليابان قد قدمت الملايين من النقود في فداء هذه الطائرة غير أن تلك الأيادي لم تقبل فداء وسلموا أنفسهم في ليبيا يوم الأربعاء 25 من جمادى الثانية.
لما كان في يوم السبت عاشر رمضان وهو اليوم الذي يدعى لدى اليهود يوم الغفران ثارت الحرب بين الفريقين وقامت القيامة واستمات الفريقان لخوض المعركة بالقنابل والصواريخ والنار والحديد وكانت العرب هذه المرة مجمعين على خوض المعركة ولما وقعت الواقعة كانت اليهود تقاتل في جبهتين، واستماتت في سبيل الدفاع لأنها جعلت تقاتل مصر من جبهة وسوريا من الجبهة الأخرى، فاستمر القتال طول ذلك اليوم ودارت رحى الحرب واستمرت المعارك جوية وبحرية وبرية وتقدمت القوات المصرية تقدمًا لم يسبق له نظير وجعلت قنابلها تقصف اليهود ونجحت في عبور قناة السويس فاقتحمت مراكز اليهود وأوقعت بها إيقاعًا شديدًا تكبدت اليهود خسائر فادحة في رجالها ومدرعاتها ودباباتها وطائراتها وكانت اليهود لم تحسب للعرب حسبانًا ثم أنها عبرت القوات المصرية المدرعة في عدة أماكن في القطاعين الشمالي والأوسط من القناة وأقامت مصر جسرين عبر القناة حيث أخذت السيارات المدرعة تتدفق عبر الجسرين إلى الضفة الشرقية وقد انتقل الرئيس أنور السادات إلى قيادة القوات المسلحة حينما أبلغ بتأزم الموقف وذلك لمتابعته وحتى يكون على اتصال دائم بسير المعركة وقامت القوات المصرية بقصف قواعد اليهود وأهدافها العسكرية في الأراضي المحتلة واستهدفت تلك المعسكرات لإصابات مباشرة وأسقطت مصر إحدى عشرة طائرة إسرائيلية، وقام الرئيس السوري حافظ الأسد بهجوم على المواقع الإسرائيلية وتقدمت القوات السورية واشتدت حملتها هذه المرة حتى أنذرت جميع السفن عن السير في البحر الأبيض المتوسط لأنها مهددة بالنيران والحديد وقديمًا ما قيل في فضل الشجاعة:
كذلك شأن السيف إن سلّ حده ... يهاب ولا يخشى إذا كان مغمدا