وكان الحاكم الجديد محبوبًا لديهم لما كان متصفًا به من الكفاءة والمقدرة واعتبر حاكمًا لقطر التي نالت استقلالها في 17 رجب من السنة الماضية.
وفيها وفاة الشيخ محمد بن سالم البيجاني رحمه الله وعفا عنه وهذه ترجمته: هو الشيخ العلامة الفاضل محمد بن سالم بن حسين الكرادي البيحاني نسبة إلى بيحان اسم لمخلاف بجنوب اليمن ولد في مدينة القصاب بحصن هادئ سنة (1326 هـ) من سلالة عربية وأسرة عريقة وتلقى علومه الدينية في حجر أبيه العالم الفقيه الفلكي الناسك، ثم هاجر إلى حضرموت مع صنوه الشيخ عبد الله بن سالم البيحاني وتلقى العلوم هناك على أستاذه الكبير الشيخ عبد الله بن عمر الشاطري العلوي وعدة مشائخ هناك، وكان مكفوف البصر لكنه ساعده على الحفظ فقد بصره ويقول فيه الشاعر:
يقولون الضرير فقلت كلا ... بلى والله أبصر من بصير
سواد العين قِدْمًا زار قلبي ... ليجتمعا على فهم الأمور
ثم رجع من حضرموت إلى بلده مشبعًا بالروح الدينية عالمًا مطلعًا محدثًا بارعًا ومكث في بلده نحو سنتين تقريبًا ثم رحل إلى بلد الشيخ عثمان عدن وتأهل فيها وصادف هناك عالمًا جليلًا هو الشيخ أحمد محمد العبادي وأخذ عنه معلومات كثيرة، وقد كان هذا العالم المذكور يتوسم في الشيخ البيحاني خلال دراسته عليه الذكاء والتقدم على بني جنسه وأنه سيصبح عالم عدن الأوحد ثم ذهب إلى مصر والتحق بالأزهر وكان إذ ذاك زاخرًا بالعلم والعلماء فجد واجتهد حتى تخرج منه حاملًا شهادتين أهلية وعالمية ثم رجع إلى عدن وقد تركت تلك الدراسات أثرها العميق في نفسه فألف الكتب الدينية ونظم الشعر وحبر المقالات والمحاضرات ذات الطابع الممتاز ولم يكن الشيخ محمد بن سالم البيحاني عالمًا دينيًّا فحسب بل كان إلى جانب ذلك أديبًا شاعرًا محنكًا وناثرًا مقولًا وصالحًا لأن يكون عضوًا عاملًا في شتى ميادين الحياة يشهد له بذلك مؤلفاته التي منها كتاب إصلاح المجتمع، وديوان خطب