على الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم النحو وثلاثة الأصول والفرائض ثم أخذ في الدراسة على سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية بكتب منها كتاب التوحيد وكشف الشبهات والعقيدة الواسطية ولمعة الاعتقاد وبلوغ المرام وقطر الندى كما درس في فترات على كل من الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ والشيخ سعود بن رشود والشيخ إبراهيم بن سليمان في علم التوحيد والنحو ثم إنه التحق بمعهد الرياض العلمي لما فتح فيها عام (1371 هـ) فالتحق في السنة الثانية الثانوية ودخل صفوف الدراسة النظامية فسار فيها فكان في طليعة أقرانه على أيدي صفوة من علماء الفقه والتوحيد واللغة والتفسير والحديث حتى أنهى دراسته العالية وكلية الشريعة وذلك في عام (1377 هـ) حيث ودع دنيا الدراسة إلى دنيا العمل فعين مدرسًا في المعهد العلمي بالرياض ومكث فيه حتى عام (1381 هـ) حيث دفع للتدريس في كلية الشريعة بالرياض ولا يزال فيها حتى توفاه الله تعالى.
كان أسمر اللون قصير القامة نحيف البدن ضرير البصر وكان إلى ذلك مجدًا ومجتهدًا ولم يكن من المترفين ممن فرش طريقهم بالورود بل كان عصاميًا حافظًا طموحًا متقدمًا بين أقرانه وزملائه دمث الأخلاق متواضعًا سمحًا لينًا متفاهمًا مع من يسأله بلين عريكة وخفض جناح ويحب العلم وطلابه وهذه أبيات نظمها ووجهها إلى أبنائه مهدي وسعد ومبارك يحثهم فيها على طلب العلم والتحلي بمكارم الأخلاق والتأدب بالآداب الشرعية والعمل وحفظ الوقت:
تعلم بني العلم واتعب لنيله ... وزاحم ذوي التحصيل عند التعلم
ولا ترضين بالجهل ما عشت صاحبًا ... ذوو الجهل أشباه لموتى ونوم
فبادر لأخذ العلم عن كل فاضل ... حريص على الطاعات خاشي التألم
وصاحب من الطلاب برًا مهذبًا ... وباعد من الشرير واحذره تسلم
وكن عاملًا بالعلم فالعلم خشية ... لذي العرش والتقوى أساس التفهم