إذا المرء لم يرعاك إلا تكلفا ... فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة ... وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فما كل من تهواه يهواك قلبه ... ولا كل من قد صافيته لك قد صفا
ثم إننا خرجنا إلى النخيل والجذاد فتقدم رجل من الحاضرين وكان شابًّا نشيطًا وبين يديه الكرأي (راقول) آلة يجعلها الجداد من فوق ظهره وطرفه الآخر في جذع النخلة ثم يمسك بطرفيه بيديه ويقفز قفزات فإذا هو بفرع النخلة سواء قصيرة أو طويلة فإذا قطع القنو بالمنجل جعله في محجان بطرف حبل معه ثم يدليه إلى أسفل فكانوا يتلقونه بأيديهم ويجعلون القنوات في الزنابيل لفرطه من الشماريخ وهناك أمم يحضرون لذلك وللأكل فنجد الفقير يفرط الشماريخ ويدعو بهذه الكلمات لا جعلك الله تهملين أي تتركين بلا سقي خطابًا للنخلة ثم إنه أتى الفلاح إلينا بحبات من القثاء وألقاها بين أيدينا وإذا غالبها قد نقبت ولم يكن فيها شيء سالمًا فسئل عن ذلك فأجاب بأن الثعالب تمر بها ليلًا فتفسدها فرفعت يدي ولم أتناول منها شيئًا فتكلم قائلًا مالك يا ابن عمي لا تأكل فلم أستطع أن أقول لا تقبله نفسي بعد الثعالب فقال كلوا يا جماعة فهذا لا يقبل سؤر الثعالب ووالله لو وجدنا الثعالب لأكلناها فلا إله إلا الله ماذا يعانيه الفلاح من المشاق والأتعاب في هذا الزمان تتغير الأحوال إلى وضع تلك الأتعاب والمشاق ويأتي الله عزَّ وجلَّ بهذه المكائن المائية التي وفرت للناس تمام راحتهم وتفجرت الأرض عيونًا بمخاريق أخرجت الماء عذبًا فراتًا وقد يخرج بطبيعته بإذن الله من دون دوافع فيخرج الله به زرعًا وأشجارًا تأكل منها أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون وقد قدمنا شيئًا عن المواصلات وتقارب البلدان وصدق الله تبارك وتعالى حيث يقول: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}.
وفيها في يوم الاثنين الموافق 25 محرم احتفل رسميًا بتمام سد جيزان وقام بافتتاحه سمو الأمير فهد بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير