والتجول فيها فأمرته أن يأخذ سيارة تاكسي مريحة وقمنا في الساعة الثالثة صباحًا بالتوقيت الغروبي من يوم الثلاثاء الموافق لليوم المذكور 12 يوليو تموز (1970 م) بعد الاستعداد للسفر فسرنا متوجهين إلى الإحساء إذ الطريق يخترقها ولما أن قدمناها بعد صلاة الظهر طفقنا نسأل عن بيت الشيخ صالح بن عبد الرحمن القرعاوي قاضي مستعجلة القضاء في الأحساء وهذا بعدما وجدنا المحكمة الشرعية مغلقة الأبواب لانتهاء الدوام أن صالحًا القرعاوي من مدينة بريدة وتجمعنا به أواصر المحبة لأنه كان من تلامذتنا الأجلاء وما أن وصلنا إلى بيته حتى ألفيانه مستريحًا بعد العمل فاستقبلنا مرحبًا بنا وأبدى بشاشة وترحيبًا لسان مقاله تلك اللحظة:
يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا ... نحن الضيوف وأنت رب المنزل
فأجلسنا في الديوان من بيته المفروش بالزل والفرش وعلى جنبات المجلس كراسي الكنب وأخذ الهاتف يكلم أصحاب الفضيلة العلماء من بينهم الشيخ إبراهيم بن عبد العزيز الخضيري وطلب حضورهم بعد صلاة العصر فأزلنا وعثاء السفر وما نالنا من بعض النصب ولما أن أخذنا راحتنا قمنا بعد الطمأنينة والنوم والراحة لأداء صلاة العصر وتناول القهوة والشاي وما تيسر من الطعام وبعد ذلك دخل أصحاب الفضيلة العلماء وبعدما اطمأن بنا المجلس قمنا لنأخذ فكرة عن مدينة الإحساء فذهبنا إلى مشروع المياه فيها وكان ذلك المشروع ضخمًا قامت به الحكومة أيدها الله فوقفنا على الخزان العظيم وذلك العمل الجبار الذي مدت إليه الأنابيب من المضخات الضخمة وانطلقت منه الأنابيب للسقي والري ورأينا مجهودًا عظيمًا أتيح لأهل تلك المنطقة ثم ذهبنا إلى السوق المملوء بالخضراوات والفواكه ويذكر عن الإحساء أن البيع والشراء يكون متنقلًا في أسواقها في كل سوق له يوم معلوم وذهبنا إلى الغارة في جبل القارة وهي عبارة عن ساروت يمتد في ذلك الجبل الشاهق الرفيع وكان ذلك الغار الملتوي في ذلك الجبل له منحنيات في أسفله ويعتبر من أعظم ما في المملكة العربية السعودية من الملاجيء والأكناف