قام الملك الحسين بن طلال الشجاع الباسل بعدما أصيبت إحدى يديه بزيارات لعدد من عواصم الدول العربيَّة والإسلامية يستبسلها ويستنهضها وثبت في المناضلة ولما أن كان في يوم الخميس 22/ 12 صباحًا زحفت إسرائيل وتقدمت بدباباتها وطائراتها ورشاشاتها على الأردن وحصلت مناوشات عنيفة بعدما أطلقت نيرانها على الجيوش الأردنية المرابطة هناك لكنها ردت القوات العربيَّة عليها بالمثل ورجعت خائبة بعدما أسقط منها خمس طائرات ودمر لها خمسون ما بين مدرعة وآلية وأصيبت بمائتين ما بين قتيل وجريح وكان الفدائيون العرب أثاروا لغمًا برئيس وزراء إسرائيل فأصيب بجراحات بليغة وتساقطت الحجارة عليه وانخسفت به الأرض فأدرك وهو بآخر رمق، ثم أنَّها تقدمت إسرائيل بعد ظهر يوم الأحد 25/ 12 برشاشاتها ومدافعها غير أنَّها أصيبت بنكبة أيضًا فقد أصيب منها نقطة كاملة وخمسة قتلوا ورجح البعض وقد قدمت الأردن احتجاجها لمجلس الأمن ضد هذا العدوان الغاشم وطالبت بوضع حد لهذا الاعتداء وطلبت من ملوك العرب ورؤسائها المساعدات وعقد مجتمع لذلك ولقد خسرت الأردن الضفة الغربية بما فيها المسجد الأقصى وكنيسة القيامة ومقام النَّبيّ داود واستولت اليهود على شبه جزيرة سيناء ومرتفعات الجولان كما طردت قبل ذلك مليون فلسطيني إلى البلاد العربيَّة وفي هذه الحرب طردت نصف مليون من الفلسطينيين عن بلادهم وهدمت أكثر من واحد وعشرين ألف مسكن في الصّفة الغربية وغزة ليعيش أهلها في الصحراء والمخيمات ولا تظن أيها المسلم أن العدو غلب ولكن الصديق تخلى عن النصرة ويعرف أرباب السلوك والمعرفة هذه النكتة.
ونصيحتي للمسلمين خاصة وللعرب عامة أن يقوموا إلى الله سبحانه وتعالى ويحاسبوا أنفسهم وبرجعوا إلى ربهم فيا أيها المسلم اجعل موعظة الفاروق على بالك وهو القائد الأعظم وكيف وصى أميره على الجيش في غزوة القادسية سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - بهذه الوصايا لما أقبلت الفرس تريد اجتثاث الإسلام وإبادة أهله