القناة وأصبحت العرب بحالة يرثى لها وقد يحسن الاستشهاد في حق الرئيس جمال عبد الناصر وضربه لليمن وتقتيل أهاليه بأبيات قيلت في أبي مسلم الخراساني والأمثال تضرب للنَّاس:

زعمت أن الدين لا يقتضي ... فاستوفِ بالكيل أبا مجرم

سقيت كأسًا كنت تشربها ... أمر في الحلق من العلقم

ذنوب تحيط بأهلها وعقوبات عاجلة

لما قتل العالم "سيد قطب" في العام الماضي وهو يفسر القرآن وقتل إخوانه المسلمون بعد ما عذبوا بأنواع التعذيب ولم ترع تلك الأيادي التي عذبتهم سطوة خالق ولا مخلوق فقتل الأبرياء في اليمن بعد ما أوذوا في عقر دارهم وهتكت محارمهم فقد قتل من أهل اليمن مائتان وخمسون ألفًا وهلك ثلاثون ألفًا من الجيش المصري على حساب الحرب التي شنها الرئيس المصري بلا ناقة له فيها ولا جمل لم يمر بعد قتل العالم قطب تسعة أشهر ونصف شهر حتَّى أنزل الله على مصر بأسه ولما نزل بمصر من أمر الله ما لا يطاق أرغم الرئيس جمال على التنازل عن العرش فقرر تنازله عن الرئاسة وذلك في الساعة السابعة مساء بالزوال الموافق للساعة الواحدة ليلًا يوافق مساء يوم الجمعة 2/ 3 ويذكر أنَّه قد تنازل صباحًا وسجل ذلك فلم يذع إلَّا في هذا الوقت وقد قيل أنَّه أراد الفرار إلى مكان غير معلوم هذا وقد تخاذل بعض العرب مثل الأردن والعراق وسوريا لهذا النبأ وضعف شأن هذا الجهاد لأنَّه هو الذي قام بأعباء هذه الحرب وهو سببها ومن أسباب تنازله فشله بأن خسر هذه الحرب واستقالة عبد الحكيم عامر أكبر مسؤول بعد الرئيس وقائد القوات المصرية غير أن الله تعالى لم يقدر ذلك فقد تعلقت به العراق وبعض الموالين له فراجع الرئاسة تحت الضغط ذلك بأنهم قالوا لا تتخلى وأنت السبب فيما أصيبت به مصر فإما نجاحًا أو تهلك في هذا السبيل وكان ذلك يوم السبت الموافق ثالث ربيع الأوَّل (1387 هـ) ولما تقدمت إسرائيل لم تجد أمامها أحدًا واستهدفت سوريا لأنها توحدت في الجبهة أمام اليهود وأصيب العرب بضربات شديدة لا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015