في هذه السنة أرسل السلطان عبد العزيز خان طوقًا من فضه للحجر الأسود، وذلك بأنه لما انكسر الطوق الأول وحشي مكانه زنك أسود بعث السلطان العثماني بدله في هذه السنة فوصل إلى مكة في 14 من رمضان وابتدئ في تركيبه من الغد بعد قلع الطوق الأول الذي أرسله عبد المجيد، وكان أمير مكة حينئذ الشريف عبد الله بن محمد بن عون وشيخ الحرم إذ ذاك اسمه وجيهي باشا.
وفيها سار عبد الله بن الإمام بجنود المسلمين فتوجه إلى الأحساء وكانت بادية نعيم وأخلاط من آل مرة وغيرهم قد أكثروا الغارات في أطراف الأحساء، فعدا عليهم وصبحهم وهم على حلبون، فأخذهم وقتل منهم عدة رجال منهم جبر بن حام شيخ نعيم؛ وابنه محمد بن جبر، وأقام ابن الإمام على حلبون أيامًا، ثم عدا على آل مرة ومن معهم من المناصير فأخذهم، واتفق أنه في مغزاه ذلك صادف ركبًا من العجمان فأخذهم وقتلهم ثم توجه راجعًا ونزل على النجيبة فقسم الغنائم، ثم قفل منها إلى الرياض وأذن لمن معه من أهل النواحي بالرجوع إلى أوطانهم.
وفيها أنشأ الشيخ الإمام أحمد بن علي بن مشرف قصيدة في ذكر مآثر الإمام فيصل بن تركي، ويتبادر إلى الفكر أنها آخر قصائده التي قالها في حياته:
على الوالي المهذب خير وال ... إمام المسلمين أخي المعالي
سلام فاق عرف المسك نفحًا ... بنظم مثل منظوم اللآلي
تضمن مدحه بخصال مجد ... حواها وهي من خير الخصال
عفاف ثم اقدام وحزم ... وجود بالمكارم والنوالي
ثم امتدحه بالنداء والبشاشة والشجاعة إلى أن قال:
فإن تطلب له في العصر مثلًا ... فقد حاولت إدراك المحال
تتبعنا ذخائره جميعًا ... فلم نبصر له من كنز مال