ولمَّا أن كان في 28 من هذا الشهر الموافق ليوم الاثنين بعد الظهر قدم الملك سعود إلى مطار الرياض عائدًا من سفر العلاج وقد غصَّ المطار بالجموع الغفيرة من المستقبلين من الأمراء والوزراء وضباط الجيش وعلى رأسهم ولي العهد فيصل بن عبد العزيز وعمه عبد الله بن عبد الرحمن وأصحاب السمو وأصحاب الفضيلة العلماء. وما أن أطلت طلعته من باب الطائرة حتى دوى المطار بالهتاف والتصفيق الحار من جموع المستقبلين وأطلقت لذلك حامية مطار الرياض إحدى وعشرين طلقة تحية لجلالته. وبعد أن ترجل جلالته من الطائرة أدى رجال الحرس الملكي التحية الملكية ثم صدحت الموسيقى بالسلام الملكي. وبعد أن تفضل جلالته برد التحية أخذ يشق طريقه بين جموع المستقبلين.
وفيها قام العمال بالحرم المكي الشريف بتسقيف بئر زمزم ليتمكن مرور الطائفين من فوقها على أن يؤخذ الماء من تحت السقف مع الدرج، وهذا لأجل توسعة المطاف حوالي الكعبة المشرفة وما يستدعيه من مرور الأفواج هناك. ويستخرج ماء زمزم بواسطة موتور كهربائي، وكان الباعث لهدم المقامات الأربعة وإزالة بناية زمزم كثرة الحجاج والطائفين بحيث أصبحت المشاعر تضيق بالحجاج، وبذلت الحكومة أسبابًا لجلب راحتهم. هذا ولا تزال المشاريع مستمرة في المملكة السعودية فستة مطارات في ست من المدن في القصيم والوجه وبيشة وسكاكا وجيزان وخميس مشيط مع توسعة مطار جدة والرياض والقريات والهفوف تكاليفها زادت على أكثر من ستة وأربعين مليونًا من الريالات. وطرح في المناقصة فعلًا مشروع التليفون الأتوماتيكي للمدن الهامة في المملكة وتقدر تكاليفه بمائة مليون وثلاثة ملايين ونصف.
وفيها في الساعة الثالثة من صباح الأربعاء 16/ 8 وصل وزير الدفاع سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز إلى مدينة أبها ضمن جولته التفقدية فاستقبله