برحمته وأن يلهمكم جميعًا جميل الصبر وحسن العزاء وسنكون عوضكم فيه إن شاء الله).
التحق رحمه الله بالسلك العسكري منذ نحو أربعين عامًا وكان مخلصًا لحكومته ووطنه محبوبًا من جميع رؤسائه ومرؤسيه حتى نال إعجاب جلالة الملك الراحل وجلالة الملك سعود وكان موضع ثقتهما وتقديرهما، وآخر أعماله في السلك العسكري أن بلغ رتبة فريق. وقد كان رئيسًا لأركان حرب الجيش ثم نقل إلى وظيفة مستشار عسكري لجلالة الملك المعظم. ووافته المنية وهو على رأس العمل وكان مع اضطلاعه بالقيام بالعمل العسكري يشرف على الطيران المدني والعسكري والخطوط السعودية إلى أن نقل من السلك العسكري. وكانت وفاته في جمادى الأولى من هذه السنة عن عمر يناهز الخامسة والستين. فالله المستعان.
وممن توفي فيه من الأعيان العابد الزاهد عبد المحسن بن عبد الله القشعمي وذلك في 17 صفر من هذه السنة عن عمر يناهز 83 سنة. وكان متعففًا وذا ورع وتقى وزهد، وله نهمة في المتابعة بين الحج والعمرة ومحبًا لأهل الدين ويميل إليهم وذا بصيرة في الناس يوالي أولياء الله ويعادي أعداءه ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. وكان من أهالي بلدة الزلفي، وقد يوجد في بلدة الزلفي أفذاذ من الرجال أهل الدين والصدق والفضل والمعرفة كالشيخ محمد بن عمر المطبوع وكان رجلًا مشهورًا بالعبادة والزهد ومعرفة الحلال والحرام والإِقبال على الله والدار الآخرة معرضًا عن الدنيا وله تردد على المقابر للسلام والتفكر في أحوال الموتى ويعظ ويرشد. وقد وضع الله له قبولًا في تلك الجهة ومعظمًا فيها يحبه النَّاس ويقدرون مواقفه. ولتمام ورعه لم يتولَّ القضاء وإن كان فيه مؤهلات. ومن علماء الزلفي القاضي