ومزاعمه. وقال للسفير الأمريكي: إنَّكُم تعلمون أكثر من غيركم أن اليمن في حالة بؤس وفقر وتأخر خطير لا مثيل له في أي قطر عربي أو أسيوي، وهذا النوع من التأخر شكَّل خطرًا على الشعب اليمنى ويدفعه نحو الشيوعية. هدفنا مساعدة الثورة التي على نجاحها يتوقف إنقاذ الشعب اليمنى من الفقر وحكم الإِقطاع. لقد مات الإِمام البدر تحت أنقاض قصره وتألفت حكومة شعبية برئاسة الزعيم عبد الله السلال. خلال أيام تستقر الأوضاع، طمئنوا حكومة الولايات المتحدة الأمريكية وبلغوا الرئيس كينيدي عن الوضع الذي شرحته لكم والهدف الذي نتوخاه من مساعدتنا لحكومة الثورة، ألا وهو استتباب الأمن والسلام في هذا البلد العربي الشقيق. وقال أيضًا للسفير الأمريكي: إنَّ اعتراف أمريكا بالسلال لا يتطلب منها جهودًا ولا أموالًا تنفقها وهي باعترافها تؤدي خدمة سامية وتنهي مشكلة تكلفنا أموالًا وأرواحًا. وبعد اعترافها سنسحب قواتنا من اليمن. وطلب اعتراف الدولتين روسيا وأمريكا بحكومة السلال فاعترفت روسيا والدول الشيوعية بذلك. واجتمع بسفير أمريكا وقال: أخشى أن يتحول الصراع في اليمن إلى حرب دولية ويكفي لإِنهاء الصراع ومنع امتداد لهيبه أن تعترف أمريكا بحكومة عبد الله السلال، فاعترفت بذلك. أمَّا بقية الدول فمنهم من وافق خشية من أَبواق القاهرة كعبد الكريم قاسم ومنهم من امتنع. وبعد مضي 48 ساعة من وقوع الانقلاب أي في ليلة 28 سبتمبر 1962 م أقلت البواخر من بورسعيد والسويس إلى الحديدة حاملة المصفحات والدبابات التي كتب على بعضها أسماء مدينة الرياض ومكة المكرمة والمدينة المنورة. ومن هذه الأسماء يفهم أن الطَّرِيقَ إلى قلب الجزيرة العربية كان مرسومًا على حسب تلك المزاعم، وكان يظن أن طريق المغامرات مفروشة بالورود سهلة العبور أيامها معدودة لا تتجاوز الأسبوع ومكاسبها عظيمة تعوض عليه ما خسر في سوريا وتفتح أمامه