وفيها قام آل الراشد متبرعين بإصلاح مطار مؤقت لبريدة يبعد عنها شمالًا بخمس كيلو مترات لأنَّ المطار الأول أصبح قريبًا من البلد، كذا يقول الموجهون. ووافقت مصلحة الطيران على ذلك فشرع في تمهيد الأخير وتعبيده وذلك في يوم السبت 18/ 3 من هذه السنة. وبعدما تمَّ إصلاحه كان البريد الجوي ينزل فيه.
كانت الدولة العثمانية قد فكرت في جعل كلية علمية إسلامية في المدينة لشباب الحجاز وغيرهم ووفدت لذلك وفدًا لارتياد موضع لها وأرادوا الشروع في العمل. غير أن خلع السلطان عبد الحميد ووقوع الحرب العالمية الأولى ثم الحرب بينها وبين الشريف حال بينها وبين هذه الخطوة وأدخرها الله للحكومة السعودية. فقد دارت المشاورات بين الملك سعود بن عبد العزيز وبين سماحة المفتي فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم حول إنشاء الجامعة الإِسلامية في المدينة المنورة وتبرع جلالته ببعض قصوره في المدينة لهذا الغرض. والجدير بالذكر أن جلالة الملك المعظم قد أمر بافتتاح هذه الجامعة على حسابه الخاص وهي الآن تستقبل عددًا كبيرًا من الطلاب وما زالت تتطور حتى اتسعت رقعتها وزاد في بنايتها الملوك بعد سعود واتسعت حتى لقد حدثني بعض الموظفين فيها أنَّها بلغت مساحتها سبعة ملايين متر مربع وأنَّ صالة الطعام اتسعت لثلاثة آلاف طالب. وإليك النشرة التي تتعلق بميزانيتها حالة التأسيس: بعونه تعالى نحن سعود بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية تقديرًا منَّا لما لنشر العلوم الإِسلامية من أثر نافع في تثبيت دعائم الدين والنهوض بالأمة الإِسلامية في مشارق الأرض ومغاربها، ورغبة في إبلاغ الرسالة الإِسلامية من حيث أننا استهدينا لهذه الغاية ما زلنا عاملين على تشجيع التعليم ونشر المعارف، وحرصًا منَّا على السير على هدي القرآن وسنة رسول الله وسيرة السلف الصالح وابتغاء