طلائع القوات السعودية إلى إمارة الكويت لحمايتها كما بعثت الحكومات العربية قواتها إلى الكويت لتحل مكان القوات البريطانية المرابطة هناك عند جلائها. ولما كان في غاية محرم من هذه السنة جرت محاولة لاغتيال ديجول في باريس، لكنها فشلت بسبب عدم تكامل انفجار القنبلة تحت سيارته وكتبت له النجاة. هذا ولا يزال الوفد الكويتي يطوف بالبلاد العربية ليعرض وجهة نظر بلاده على المسؤولين العرب. وقد أيدت الدول العربية التي زارها استقلال الكويت. أمَّا عن الجزائر فقد شنوا حملات عديدة على البوليس الفرنسي في العاصمة الفرنسية وألحقوا عدة إصابات به. ويعتبر هذا نصرًا مؤزرًا للجزائر.
لمَّا أبت أن تلين قناة أهل الجزائر للاستسلام لفرنسا، بل استمروا مناضلين ومكافحين معتمدين على الله عزَّ وجل، ثم على الحق لأنَّ الحق يعلو ولا يعلى عليه بصفتها مظلومة معتدى عليها لم تجد الأمم المسؤولة إلَّا أن تؤيد موقفها فتقرر وقف إطلاق النار فيها وإعلان اتفاقية استقلالها. فتوقف القتال واستقلت الجزائر في هذه السنة بعد جهاد طويل مرير. وكان الملك سعود قد تبرع لها في هذه السنة بمبلغ مليون جنيه إسترليني مساعدة لها. وكان قد دعى الرئيس أبو رقيبة مستر همر شولد سكرتير الأمم المتحدة لزيارة تونس للاطلاع عن كثب على وحشية الفرنسيين للتباحث معه حول الأزمة القائمة بين تونس وفرنسا التي نشبت على أثر مطالبة تونس لفرنسا بإجلاء قواتها عن قاعدة بنزرت. وكان صاحب الجلالة الملك سعود من أول المسارعين إلى إبلاع الحكومة التونسية تأييد المملكة العربية السعودية في كفاحها ضد الاحتلال الفرنسي. وقد طلب الملك سعود إلى وزير الدفاع السعودي ورئيس أركان حرب الجيش السعودي أن يكونا على استعداد في تأهب دائم نصرًا للموقف الحرج بين تونس وفرنسا.