الله لومة لائم ولتدريسه قبول عند الأمة ثم أَنَّه نقل إلى قضاء بلدة حريملاء فباشر عمله بجد ونشاط وتدريس غير أن هذه الفترة ليست طويلة بحيث كانت بقدر سنة ونصف سنة ثم أنَّه نقل إلى قضاء الإحساء وذلك في عام 1359 هـ بدلًا عن الشَّيخ عبد الله بن عمر بن دهيش وذلك لأنَّ الشَّيخ ابن دهيش ولاه الملك عبد العزيز قضاء مدينة حائل لمَّا توفي قاضيها في السنة المذكورة. فباشر المترجم القضاء في الإحساء وكان معظمًا لدى أمير تلك المنطقة سعود بن عبد الله بن جلوي كما كان موضع التقدير من أمير المدينة قبل ذلك عبد العزيز بن إبراهيم وما زال يزاول وظيفة القضاء في الإحساء حتَّى أسن وكبر وأرهقته الشيخوخة فطلب الإحالة على المعاش والإعفاء من القضاء والاستراحة، وتفرغ للعبادة والتلاوة والأذكار حتَّى توفاه الله تعالى في هذه السنة وقد رأيته عام 1350 هـ في مدينة بريدة يمشي عن يمين الشَّيخ عمر بن محمَّد بن سليم لما قدم الثَّاني من أداء مناسك العمرة تلك السنة في شوال منها فكان واسع الجبين أبيض الوجه كان وجهه قنديلًا من النور مربوع القامة يتخلل لحيته خيوط قليلة من الشيب فسلمت عليهما. فأمَّا هو فإنّي قبلت جبهته وأمَّا شيخنا عمر فلم أستطع تقبيله إجلالًا ولعظم هيبته في القلوب. وكان على العمري أثار العلم من الخشية والطمأنينة والبهاء وما يلبسه الله أولياءه من الشعار الحسن والمحبة ومن سجيته أنَّها لا تلين قناته مداراة لأحد في الحق كائنًا من كان. فعرفت الملوك والأمراء قدره وخضعوا لأحكامه وقد رأيت له كتابًا في وظائف شهر رمضان بلغت صفحات طبعته الأخيرة 238 كما رأيت له رسائل في التوسل وما يجوز منها وما لا يجوز وردًا على من خالف سنة التراويح. أمَّا تلامذته فخلق كثير أخذ عنه رجل الوطن حسن العبد الله بن نعيم من مدينة عنيزة. كنت جلست معه صحبة الشَّيخ محمَّد بن عبد الله بن حسين على مائدة الغداء التي أعدها للشَّيخ وذلك في عام 1361 هـ فكان رجلًا طيبًا متمسكًا بدينه. ومنهم الشَّيخ