رئاسة مجلس الوزراء لتهنئة الرئيس جمال عبد الناصر فبعثت إليه الملوك والرؤساء برقيات التهاني وهللت مصر قائلة اليوم يعلم أهل الشرق والغرب أنَّ المصريين أحرار يختارون فيحسنون الاختيار، وإذا كان جمال قائد ثورة مصر ومحرره من الاحتلال والاستبداد والإِقطاع فإن الشعب المصري يحتفظ له بالوفاء والإِخلاص لأنَّه زعيم الشعب وكان أهل مصر قد أعجبوا به ورأوا أئه سينيلهم استقلالًا تامًا ويحررهم من قيود التبعية لأحد كائنًا من كان وأنَّه سيعيد لهم مجد السابقين وعز الغابرين وعاونوه على نهضته بكل ما استطاعوا.
كانت بريطانيا العظمى قد جعلت من جنودها ثمانين ألفًا في مصر يهددون الهدوء والاستقرار في البلاد ويعيثون في الأرض فسادًا وفي آخر هذه السنة تقوم الحركة المصرية بإزالة هذه الجنود مع قواتها البرية والبحرية والجوية وكانت الأيام التي تخللتها رئاسة جمال أعني 18/ 11 وما بعده حافلة بأعياد ومهرجانات الجلاء جلاء آخر جندي بريطاني عن أرض الكنانة بعد أن جثم على صدرها نيفًا وسبعين عامًا يسلب حريتها ويحد من سلطاتها ويقيد نفوذها وإنَ هذا ليدل على تأييد الشعب المصري لجمال عبد الناصر تأييدًا مطلقًا وصحبه رجال الثورة الذين يعملون على تطهير بلادهم من ظلم البريطانيين. ولقد أُقيم مهرجان شعبي عظيم في ميدان الجمهورية حضره ما ينوف على مائة ألف شخص ووقف جمال عبد الناصر في هذا الحشد العظيم ثلاث ساعات كاملة يخطب فيه ويقارن بين الماضي والحاضر ويبين مراحل جهاد رجال الثورة الإِصلاحية ولقد شهدت مصر مؤتمرًا شعبيًا لم تشهد مثله قط وحضر الألوف من المدعوين من البلاد العربية وجميع أنحاء الدنيا. وقد جلس وزير خارجية روسيا شبيلوف إلى جانب قائد القوات البريطانية روبرتسون ولكل نظرته الخاصة إلى هذه المهرجانات والحفلات.