وتقاتلوا قتالًا يشيب من هوله المولود، فما كان إلا قليل حتى كانت الهزيمة على المنتفق والعجمان وألجأهم المسلمون إلى البحر وهو جازر فدخلوا فيه، ووقف المسلمون على ساحل البحر فمد البحر على من فيه من العجمان وأتباعهم فأغرقهم وهم نحو ألف وخمسمائة مقاتل، وقتل منهم خلائق كثيرة، وغنم المسلمون منهم من الأموال مالا يعد ولا يحصى، وذلك في خامس عشر من رمضان من هذه السنة، وأجلى من بقي من العجمان إلى نجران، واشتهرت هذه بواقعة الطبعة، وأقام عبد الله هناك مدة أيام يقسم الغنائم، وأرسل الرسل للبشارة إلى أبيه وإلى بلدان المسلمين.

ولما وصل خبرها إلى الزبير والبصرة حصل لهم بذلك الفرح والسرور، واستبشروا بما حصل على أعدائهم من القتل والذل والثبور، لأنهم كانوا على خوف منهم بعد أن وقع بينهم من القتال في أول السنة، وأرسل باشا البصرة بهدية سنية إلى عبد الله وهو في منزله ذلك مع النقيب عبد الرحمن، وأرسل سليمان الزهري إلى عبد الله بن الإمام، هدية جليلة مع محمد السميط.

ثم إن ابن الإمام قفل بعد ذلك بمن معه من المسلمين راجعًا إلى نجد، ولما أن وصل إلى الدهناء بلغه أن سحلي بن سقيان ومن تبعه من بني عبد الله من مطير على المنسف بالقرب من بلد الزلفي فعدى عليهم وأخذهم وقتل منهم عدة رجال منهم حمدي بن سقيان أخو سحلي، قتله محمد بن فيصل ثم توجه عبد الله إلى القصيم ونزل روضة الربيعية.

ولما بلغ الخبر إلى أمير بريدة عبد العزيز المحمد بن عليان، ركب خيله وركابه هو وأولاده حجيلان وتركي وعلي ومعهم عشرون رجلًا من عشيرتهم وخدمهم وهربوا من بريدة إلى عنيزة ثم خرجوا منها متوجهين إلى مكة.

ذكر قتل الأمير عبد العزيز المحمد سنة 1277 هـ

وكيفيته وما جرى عليه، قد قدمنا أنه لم يف للإمام فيصل بعهوده من قبل الذين قتلوا بن عدوان، وقد تقدم منه عثرات كثيرة سامحه الله تعالى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015