ودونك نظما بالنصائح قد زها ... كما أن نظم العقد يزهو به الدر
وأختم نظمي بالصلاة مسلمًا ... على المصطفى ما هل من مزنة القطر
كذا الآل والصحب الأولى بجهادهم ... سما وعلى الإسلام وانخفض الكفر
لما كان في صفر من هذه السنة تذامر رجال من آل أبي عليان على قتل الأمير المذكور وجعل أولئك الأعداء يرتقبون الفرص للفتك به فكان ذات يوم عنده محمد بن صالح الضبيعي في قصره، فجعل يمزح عليه يقول يا أبا ضبعان ألا تدعونا إلى بيتك فتهيء لنا القهوة، فاعتذر قائلًا له: أيها الأمير لا آلة عندي للقهوة ولما لدي مجلس وما كان هذا عذره، بل قد علم بما قد تذامر به أولئك الأعداء فخشي أن يقتل في بيته، وفي رواية أخرى أنه جاء بنفسه لدعوة الأمير وأنه ممن يعين على قتله وأنه ندم فالله أعلم.
ولما ألح عليه الأمير عبد الله جعل يتلوم حتى قال أنه لا بن عندي ولا بهار، فقال له قم فالبن والبهار يأتيك في أرداني يا أبا ضبعان فقام محمد ليهيء القهوة للأمير، فانتهز أعدائه هذه الفرصة، وذهب الأمير من قصره إلى حتفه، وما علم بما بيته له الأعداء، فلما دخل بيت الضبيعي وجلس تسور أعدائه المحنقون عليه الجدر يريدون الفتك به، فلما أحس بالشر سلّ سيفه الذي كان يسمى رحيان وقام دونه على باب المجلس حارس له شجاع يدعى عبد الله بن جار الله الفضلي قد انتضى سيفه، فلما عجزوا عن الدخول عليه صعد بعضهم إلى السطح فرماه بسهم فوقع الأمير على الأرض وهو يقول: سالم .. سالم، ثم تقدم شاهرًا سيفه يحبو حبوًا لأن السهم كسر فخذه، فإذا بسهم آخر أصاب الحارس الشجاع عبد الله فوقع إلى الأرض يجود بنفسه، وتقدم الأمير إلى باب المجلس حبوًا فهوى بسيفه نحو فارس من أعدائه فأصابه السيف مع خشبة من سقف الباب فقطعها وقسم الفارس نصفين، فوقع الفارس إلى جانب حارس الأمير، وكان في هؤلاء الأعداء رجل يدعى خرشه يقال أنه دعى، فضرب الأمير حتى قضى عليه، وكان في هؤلاء الأعداء رجال من