والمسلمين وأعظم شخصية إسلامية في هذه الأزمنة الأخيرة.
قال شاعر نجد محمد بن عبد الله بن عثيمين:
عبد العزيز الذي نالت به شرفًا ... بنو نزار وعزت منه قحطان
مقدم في المعالي ذكره أبدًا ... كما يقدم باسم الله عنوان
ملك تجسد في أثناء بردته ... غيث وليث وإعطاء وحرمان
خبيئة الله في ذا الوقت أخرجها ... وللمهيمن في تأخيرها شان
ودعوة وجبت للمسلمين به ... أما ترى عمهم أمن وإيمان
حاط الرعية من بصرى إلى عدن ... ومن تهامة حتى ارتاح جعلان
وكان بطلًا من أبطال التاريخ وعظيمًا من عظماء العالم. ولد في الرياض ببيت أبيه فنشأ على الدين والتقوى والاعتصام بالله وحده وترعرع في ظلِّ أبويه وهو لا يرى إلاَّ ما تعمر به النفس من الإِيمان المتين والتوحيد الخالص وامتلأ قلبه بالإِيمان، فملك عليه حسه، وامتلك مشاعر نفسه لذلك كان عفيفًا وتولاه الله برعايته وكلاءته، فما قارف ريبة قط بل كان نزيهًا تقيًا ذلك الإِيمان هو الذي أخرجه للجزيرة العربية بطلًا من أبطالها وفارسًا من فرسانها ومصلحًا من مصلحيها ودعاتها.
لازم الطاعة لربه في كل ما أمر فأقام الصلوات الخمس في جماعة ولم يعرف أنَّه تخلف عن الجماعة في وقت من الأوقات. وأقام أركان الإِسلام كما أمر الله وكان له مع ذلك خلوات مع ربه في دجى الليل ووقت السحر والناس نيام يقف الوقت الطويل بين يدي ربه قائمًا يطلب هدايته وراكعًا يعظم ربه ويقدسه وساجدًا خاضعًا متذللًا بين يدي ربِّه يستغفره. وسر عظمته وسر توفيقه، جاء من هذا الخضوع لله والاعتماد عليه، ومن كان