أمام للهدى يدعو البرايا ... ويبعث للعدى جيشًا لهاما

وإن ذكر الندى فيداه غوث ... تسح الجود والمنن الجساما

فكم أعطى السوابق مسرجات ... وكم أعيت عطاياه الكراما

وكم أصلى الأعادي نار حرب ... فكان وقودها جثثًا وهاما

وإن ذكر علاه فلست أحصى ... مزايا من مناقبه عظاما

همام فاضل فاطن ذكي ... إليه الملك قد ألقى الزماما

فلما كان في شعبان غزا الإمام فيصل بجنود المسلمين حاضرة وبادية، ونزل على رماح فأقام هناك أيامًا، ثم أمر ابنه عبد الله أن يسير بتلك الجنود ويقصد بهم عربان برية من مطير لأمور حدثت منهم، وقفل بنفسه راجعًا إلى الرياض، فزحف القائد عبد الله بمن معه من الجنود وصبح عربان برية على دخنة فأخذهم، ثم نزل على عريفجان فاستدعى كبار برية فركبوا إليه، فلما صدروا من الشبيكية صادفهم غزو قحطان فأخذوهم وقتلوا منهم خمسة رجال منهم مناحي المريخي وهذال القريفة، فغضب عبد الله بن فيصل لذلك، ولما وصل إليه غزو قحطان المذكورون أخذ جميع ما معهم من الخيل، وهي نحو مائة وأربعين فرسًا وأسر منهم خمسة وعشرين رجلًا، وقفل بهم معه إلى الرياض، وطلب عليهم أشياء فأعطوه جميع ما طلب ودفعوا لبرية دية المقتولين منهم وجميع ما أخذوا منهم ثم أطلقهم، وفيها تصالح عربان برية وقبائل علوي بعد حروب بينهم.

وفي هذه السنة أنشأ الشيخ أحمد بن علي بن مشرف قصيدة، وبعث بها إلى الإمام فيصل منهضًا له على جهاد الأعراب المفسدين، فأثار فيها سواكنه وشجعه فيها، حتى أن هذه القصيدة لتستجيش من يسمعها، وهذا نصها رحمه الله تعالى:

أشمس تجلت من خلال السحائب ... أم البدر جلى حالكات الغياهب

أم انجابت الظلماء عن لمع بارق ... تلألأ من ثغرها لإحدى الكواكب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015