عمه عمر بأن جعله ككاتب صكوك في آخر عمره، فعاش بخير وتولى مهمة وظيفتين هما: إمامة مسجد في بريدة، ووظيفة التدريس في المدرسة الفيصيلية ببريدة، فقام بالإمامة في مسجد ابن عمه الشيخ محمد بن عمر بن سليم، وأخذ يعلم أبناء وطنه في علوم الفقه والتوحيد والحديث، وكان قد حصل عليهما في سنة وفاته، ثم إنه أصيب بذات الجنب وتوفاه الله تعالى في هذه السنة عن عمر يناهز الخمسين، فرحمة الله عليه، وقد قضى عمره في طاعة الله ورسوله، وطلب العلم والعبادة والصبر على ما يصيبه، فنرجوا له الغفران.
كان هذا الرجل من الزعماء، ومن أكبر قبائل أهل القصيم، وكان وصولًا لرحمه مكرمًا لأقربائه، ولا يزال بيته يعيش فيه فقراء قرابته لأنه غني وذو ثروة، أضف إلى ذلك محبته لأهل الدين والانتماء إليهم ونصرتهم، وإكرامهم فجزاه الله خيرًا.
كان مولعًا بالأذان للصلوات الخمس، ومحبًا لأهل الدين، وينتمي إليهم، وكثيرا ما يلهج بعلماء هذه الدعوة الوهابية، ويثني عليهم ويذكر ما منَّ الله به عليهم من التوفيق ومناصرة الدين، وقد شاب في آخر عمره وفقد بصره، غير أنه لا يزال في آذانه وعبادته حتى أتاه اليقين.
وختمت هذه السنة بحروب وزعازع بين الدول الأجنبية، فاستعملت الدبابات في فرنسا لإخراج العمال المضربين من المناجم، وحاولت أمريكا حل مشكلة ألمانيا ومطالبة روسيا والدول الغربية بالجلاء، حتى تكون ألمانيا تحكم نفسها بنفسها، أضف إلى ذلك مشكلة إسبانيا وما عليه اليهود من إحراقهم قرية صلحاء وقتلهم سكانها لرفضهم تسليم أسلحتهم، وإطلاقهم النار على المواقع المصرية، وقد كثرت واردات أمريكا إلى المملكة العربية السعودية من مصنوعات ومكائن، وحفارات للمياه، وجعل آبار ارتوازية.