وكان رحمه الله كريمًا عفيفًا شجاعًا سخيًا، يرق للفقير ولا يصل أحدًا منه أذى، وكل من عرفه يثني عليه ويدعو له ويذكره بخير، فالله المستعان.
وفيها صدرت الإرادة الملكية الكريمة بتعيين الأمير لاي علي بك جميل مديرًا للأمن العام خلفًا للسابق مهدي بك الذي يدعونه بالمصلح، وكان مهدي قد عهد إليه صاحب الجلالة بإدارة الأمن العام، فسهر على صيانته حتى صار مضرب الأمثال وملأ رعبه قلوب المجرمين في المدن والبوادي، وحتى لم تكد تراود المجرمين نفوسهم بالإقدام على أي أمر يخالف الشرع أو يسيء الدولة، ولقد قام بوظيفته تلك بخير قيام، ولما أن كان في ذلك الوقت انحرفت صحته وطلب من صاحب الجلالة الاعتزال عن العمل حسب إرشادات الأطباء، فأمر جلالة الملك باستمرار رواتبه ومخصصاته كما هي، ولقب بوزير دولة إنعامًا عليه بهذه الرتبة، وتقديرًا لأعماله السابقة، وخلفه في هذه السنة علي بك جميل.
وفي هذه الآونة عين جلالة الملك عبد الرؤوف الصبان مديرًا للأوقاف العامة، وأمينًا للعاصمة بدلًا عن الأمين السابق عباس قطان.
فمنها تجديد باب الكعبة لما تضعضع، ومنها جعل مضلات للمسجد الحرام تقي عن حر الشمس، ومنها جعل سقف للمسعى جاء على أحسن الطرق الفنية، بحيث أنه يقي عن الشمس ولا يستر ضياء النهار، فما وضع على شكل قط أحسن منه، وقد أنفق لذلك قدر عظيم من النفقة.
ومنها ترصيف درجات باب السلام بدرج حسن مذلل، ومنها ما قامت به من سحب الماء لمدينة جدة، وكل ذلك يعد من حسنات الملك.
وفيها أسست الإذاعة السعودية وركب المكرفون، وكل هذه الأشياء وقعت في هذه السنة.
وفيها عقدت اتفاقية خط الأنابيب عبر البلاد العربية بين الوزير عبد الله بن