من المدافعين والمرابطين كلا والله إن أسد العرين مفترشة براثنها لمحق كل ثعلب سوء من المبطلين، فلله الحمد على ذلك، ولكن ويا للأسف عن هذا الفارس بينما هو في صف المسلمين يدافع عنهم وإذا به يصول عليهم ويكون في نحورهم فإنها لخسارة ونقص فلا حول ولا قوة إلا بالله.
وفيها كثرت الحصبة في الأطفال ومات بسببها خلق كثير وجم غفير.
وفيها حدث في مصر وباء يدعى الكوليرا، وكان بصيب الأمعاء، ووافق ذلك في موسم الحج فمنع بقية الحاج المصري خشية انتشار الوباء، وحج بالناس ولي العهد إذ ذاك سعود بن عبد العزيز، ولما أن كان في 13 ذي الحجة شرع في تركيب باب جديد للكعبة المشرفة، وتم عمل التركيب في 16 منه، وكان ذكرًا خالدًا لجلالة الملك عبد العزيز وقد باشر وضعه سعود بن عبد العزيز بالنيابة عن والده الملك، ذلك لأن بابها الأول بسبب تقادم عهده أخذ في التضعضع والاختلال لأنه قد ركب عليها سنة 1045 هـ في يوم الخميس الموافق 20 رمضان، وكان الذي ركبه السلطان مراد خان بن السلطان أحمد خان والي مصر، وقد عين لذلك الأمير رضوان بك المعماري، وأضاف إليه يوسف المعماري مهندس العمارة سابقًا، فوصلا إلى مكة في موسم السنة التي قبلها، ثم لما كان في 17 ربيع الأول من سنة 1045 هـ وصل إلى الكعبة المشرفة وفتح آل الشيبي بابها، فعلقوه وركبوا غيره عوضًا عنه بابًا من خشب، لم يكن عليه شيء من الحلية، وإنما عليه ثوب قطني أبيض، وبعدما ركب الباب المذكور في اليوم المذكور من السنة المذكورة أرسل الباب القديم إلى السلطان مراد، وقد حصل احتفال لذلك، فلما تضعضع هذا الباب وبلغ مسامع جلالة الملك أصدر أمره العالي بأن يصنع على حسابه الخاص باب جديد للكعبة المشرفة بدل القديم على أحسن ما يكون، فصنع هذا الباب الجديد فعلًا بصورة بديعة جدًا لم يسبق لها مثيل في تاريخ الكعبة المشرفة.
وقد صنع هذا الباب بصفائح من خالص الفضة محلاة بكتابات آيات من القرآن بأحرف ونقوش من خالص الذهب، كما أن حلقتي الباب العظيمتين صنعتا