فيدخلوها ويلتقوا بالروس فتجري حرب عصابات في الشوارع والبيوت، ويتماسك الفريقان ويتقابل الغريمان في وحشية وبسالة نادرتين، حتى كانت هذه المدينة مقبرة هائلة للجنود الألمان إذ كلفتهم من الأرواح نحو مليون مقاتل، فلقد تضاربت الأقران بالحديد والفؤوس والخناجر وسائر السلاح الأبيض، حتى لم يتمكنوا من النار وتواثبوا وتصارعوا، وجرت معركة لم يجرِ مثلها في التاريخ القديم ولا الحديث، ولما جرى على ألمانيا من أمر الله ما لا يطاق وأكرهوا على الارتداد انهارت قوتها دفعة واحدة.
لما بدأت الطائرات الأمريكية تشن غارتها على اليابان وتوقف اليابان عن محاولات إيقاف الإنزال الأمريكي في تلك الجزر كان على الرغم من هذه الانتصارات السريعة التي أحرزها الحلفاء أن قام الرئيس ترومان وشعر بأن الحرب مع اليابانيين قد تطول وتكلف غاليًا، فعند ذلك أمر باستخدام القنبلة الذرية التي كانت قد توصلت إلى صنعها، فرمت القاصفات الأمريكية أول قنبلة على مدينة هيروشيما في 6 أب 1945 م فدمرت هذه القنبلة ثلاثة أرباع المدينة، وسببت وفاة 78150 من السكان، وأدت نتائجها إلى كوارث وخيمة، وجرحت مائة وعشرين ألفًا من الشيوخ والنساء والأطفال، وكان تدميرها الذي دمرت من المدينة أربعة أميال مربعة، وفي الثامن من أغسطس أعلنت روسيا الحرب على اليابان وشرعت في غزو منشوريا.
وفي 9 أب أسقط الأمريكيون قنبلة ذرية أخرى على ناجازاكي فأنزلت بها خسائر مروعة في الأرواح والأملاك مماثلة لما حدث في هيروشيما، فتأكد اليابان أن المقاومة عديمة الجدوى، وطلبت فتح باب المفاوضات لعقد الهدنة، وقبلوا شروط الحلفاء ووقعوا على وثيقة استسلام في 2 أيلول 1945 م، ولما وصلت الحال بهتلر رئيس ألمانيا إلى أن ينتحر أمر أحد ملازميه الذين لا يتخلون عنه بمغادرة برلين قبيل