ولما كان في صباح غد يوم السبت 4/ 3، 17 فبراير 1945 م ركب المستر ونستون تشرشل رئيس الوزارة البريطانية ممتطيًا سيارة مرتديًا بدلة الكولونيل الأول بفرقة الهوسار الرابعة يصحبه المستر أنطوني أيدن وزير الخارجية البريطانية، واللورد موران طبيب رئيس الوزارة البريطانية الخاص وهيئة مكتبه التي رافقته في مؤتمر القرم ووجهتهم الفيوم، ولما أن وصلوا لأوبرج استقبلهم جلالة الملك ابن سعود ومن معه من كبار دولته الذين تقدم ذكرهم استقبالًا رائعًا وتبادلوا عبارات التحية والولاء، وكانت البسمات تتألق على ثغورهم، وقد كان صاحب الجلالة عبد العزيز مرتديًا في هذه المقابلة ثيابه العربية عليها دثاره الرسمي الأحمر الموشح بالذهب ويشع على رأسه عقال مقصب جميل، فبادل الفريقان النظر، ودنى كل منهما إلى صاحبه، وأعجب تشرشل ومن معه بعظمة ابن سعود الملك العربي المسلم الكبير إعجابًا لا حد له، ودار بينهم الحديث الودي، ثم اختلى الملك ورئيس وزراء بريطانيا وقد تولى مترجم جلالة الملك مهمة الترجمة بينهما ومكثا أكثر من ساعة يتباحثان في مسائل ثشى أهمها ما يتعلق بالعرب ومستقبلهم ثم غادرا غرفة الاجتماع وكل منهم مسرور من هذه المقابلة الودية، وبينما كان في المحادثة مدت أخونة الغداء في ردهة الفندق المستطيلة الملونة باللونين الأزرق والأحمر المشرفة على بحيرة قارون الهادئة الصافية، ولما خرجا جلسا على المائدة وحضر جمع من الجانب البريطاني على المائدة من بينهم أيدن وموران والمستر جوردن الوزير البريطاني المفوض سابقًا في جدة، والقائد العام لقوات الشرق الأوسط، والوزير البريطاني المقيم في الشرق الأوسط، والسفير البريطاني بالقاهرة، والمستشار الشرقي بالسفارة البريطانية بالقاهرة، ووكيل وزارة الخارجية، وقائد القوات الجوية في الشرق الأوسط، والوزير الإنكليزي المفوض في جدة، والمستر لسي روان السكرتير الخاص لرئيس الوزارة، وسكرتير مكتب وزير الدولة، والبريجادر كلايتون، والماجور راندولف بن تشرشل، وبعد تناول الأطعمة خرج الملك والرئيس واجتمعا بالحاشية من الطرفين في الأوبرج، وتبادلوا الهدايا التذكارية الثمينة.