ابن سعود في مملكته للاجتماع به، وإن ابن سعود ليجل مصر ويقدر ملوكها ويعنى بأمرها، حتى قال في مجلسه الحافل بوفود بيت الله الحرام في أوائل هذه الحرب للأستاذ الكبير محمد لطفي جمعة ما معناه:

حينما زحف المحور بقواته الدرعة الميكانيكية وانتهى إلى العلمين وضرب مصر بالطائرات كان كأنما ضرب بلاده.

ولقد وضع الرئيس روزفلت مدمرة أمريكية لتقل ابن سعود، فأمر بأن تزود بكل ما يحتاج إليه ملك في رحلة خطيرة كهذه الرحلة، واصطحب جلالة الملك معه طاهيه وساقيه وما يحتاج إليه، كما اصطحب معه حرسه الخاص، وبعد أو زودت المدمرة بكل ما تحتاج استقبلها جلالة الملك، وما يعلم أحد بمقصوده غير ابنيه سعود وفيصل، حتى أن حاشيته ما كانت لتعلم شيئًا عن الرحلة، ولا عن الاتجاه، ولا عن الغرض حتى اختفت اليابسة عن الأنظار، هنا لك علم رجال الحاشية فدهشوا لذلك كثيرًا، وكان عدد من معه في الرحلة ثمانية وأربعون رجلًا، منهم شقيقه الأمير عبد الله، وابناه محمد ومنصور، ووزير المالية عبد الله بن سليمان، وحافظ وهبة وزير المملكة المفوض في لندن، ويوسف ياسين نائب وزير الخارجية، وعبد الله بلخير مترجم جلالته، وبعض أركان حربه، كما كان معه بعض الفنيين من رجال المواصلات اللاسلكية مهمتهم الاتصال بمكة المكرمة منصف ساعة خلال الرحلة كلها، وكان يرافق جلالته الكولونيل دليم أبي وزير الولايات المتحدة المفوض بالمملكة السعودية الذي تولى الترجمة الرسمية في الاجتماع.

ولما أن استقل جلالة الملك المدمرة آثر أن يقيم على ظهرها استمتاعًا بمنظر البحر الجميل وهوائه الرخي الرقراق، فنصب له عند برج الدفعية الأمامي خيمة مزينة بالنقوش والزخارف، ودعا الملك في مساء اليوم الأول جميع ضباط المدمرة وبحارتها لتناول العشاء، ولعلها أول جلسة يجلسها هؤلاء الأمريكيون لتناول الطعام، جلسة عربية، وفي اليوم الثاني شاهد جلالته قوة المدمرة الهجومية عندما أطلقت مدافعها المضادة للطائرات، وتذفت قنابل الأعماق الخاصة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015