لما كان في أوائل صفر من هذه السنة استقل ملك مصر فاروق الأول على ظهر فخر البحار اليخت في البحر متجهًا إلى الميناء، وكان قد تهيأ لذلك صاحب الجلالة ملك المملكة العربية السعودية، وسار إلى سفح رضوى الجبل المشهور يعد العدة لاستقبال ضيفه العظيم، فنصبت السرداقات الرحيبة والخيام الكبيرة المزخرفة على صفين متقابلين، وزينت بمصابيح الكهرباء، وفرشت بالبسط المنقوشة الجميلة، وزودت بكل ما يحتاجه إليه الملوك من وسائل الراحة والرفاهية والمسرات بما يليق بمقامهم الرفيع، وكان أحد الصفين جعل للضيف العظيم والآخر للملك عبد العزيز، فلما كان في الساعة الخامسة من يوم الأربعاء 10/ 2 قدم الضيف ومعه الطوافة فوزية، فاستقبله الملك عبد العزيز وفي معيته أخوته الأمراء عبد الله ومساعد وسعد، وأبنائه فيصل ومحمد ومنصور وسعد وفهد وبندر وغيرهم، وحفيده عبد الله الفيصل، ويوسف ياسين، وحافظ وهبة، كما أن مع الملك فاروق سبعة من أعيان حكومته، وقد حصل استقبال عظيم ودي تعانق فيه الملكان في حين أن فخر البحار أطلق إحدى وعشرين طلقة كتحية، فأطلق الميناء السعودي جوابًا لها مائة طلقة، ولما ركب فاروق في معية جلالة الملك في السيارة السعودية كانا بين صفوف الجند المتراصة لأداء التحية، وبعد الجلوس في السرادق الفخم المعد لهما وتناول القهوة العربية وكؤوس المرطبات، وتناول المآدب، سار فاروق من الغد إلى المدينة المنورة مودعًا لجلالة الملك عبد العزيز يريد السلام على الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصاحبيه، وقد رافقه فيصل ومحمد وسعد وفهد وعبد الله ويوسف ياسين، فبات بين ينبع والمدينة.
وفي صباح الجمعة دخل المدينة فاستقبل فيها استقبالًا حماسيًا رائعًا، واحتفى به أهل بلد الرسول - صلى الله عليه وسلم - فأقام فيها يوم الجمعة وليلة السبت، وبذل